الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

الفرق بين السكري النوع الاول والنوع الثاني - في سرعة ظهور الأعراض



يمكن ملاحظة وجود فرق بين السكري النوع الاول والنوع الثاني في الطريقة والمدى الزمني الذي تتطور فيه الأعراض ويرجع هذا الإختلاف بين السكري النوع الأول والنوع الثاني في أن كلا النوعين مختلفان في الأسباب، ويمكن تفسير ذلك عند الإشارة إلى أن أعراض النوع الأول تظهر بعد تدمير ما يقرب من 80% من خلايا بيتا في جزر لانجرهانز في البنكرياس وهي الخلايا المفرزة للإنسولين ولا يستغرق ذلك من الوقت أكثر من بضعة شهور ولا يأخد الأمر عدة سنوات كما يحدث في النوع الثاني من السكري، وهذا النوع يتميز عن النوع الأول بخفة أعراضه التي تظهر بشكل تدريجي ومدمر.

الفرق بين بدايات السكري النوع الاول والنوع الثاني يمكن إيجازها في أمرين، أولهما طريقة ظهور الأعراض ففي النوع الأول تظهر الأعراض بشكل صارخ على هيئة إرتفاع شديد في مستوى جلوكوز الدم قد يصل في بعض الأحيان حتى 300 مليجرام لكل ديسيلتر حيث يكون الجلوكوز اللازم لخلايا الجسم محتجز في الدم مما يحرم خلايا الجسم من الطاقة الضرورية للحياة فيبدأ جسم المريض في حرق الدهون للحصول على الطاقة المطلوبة ويترتب على حرق الدهون مخلفات ضارة تسمى جزيئات الكيتون وهي تؤدي لإرتفاع حموصة الدم وهذه الحالة تسمى حالة تحمض الدم السكرية وهي قد تؤدي إلى الغيبوبة أو الوفاة إذا لم يُنقل المريض إلى المستشفى.

أحد أهم الفروق بين النوع الاول والثاني هو عدم حدوث تحمض الدم في النوع الثاني من السكري ويرجع هذا الأمر عدم نقص الإنسولين في النوع الثاني بل على العكس من ذلك ففي بعض الحالات المبكرة من النوع الثاني تكون نسبة الإنسولين عالية في الدم لأن البنكرياس يفرز المزيد من الإنسولين للتغلب على مقاومة الجسم له وعلى الرغم من ذلك تظل نسبة جلوكوز الدم زائدة عن النسب الطبيعية لمدة قد تصل لأكثر من 10 سنوات وخلال هذه الفترة قد تبدأ مضاعفات السكري في الظهور مثل إعتلال الأعصاب السكري وهي حالة تؤدي إلى تدمير الأعصاب لأن جلوكوز الدم يدمر الأوعية الدموية الدقيقة المغذية للأعصاب مما يحرم هذه الأعصاب من الاكسجين والغذاء.

قبل حدوث الإصابة بالسكري من النوع الثاني يمر المريض بمرحلة تسمى حالة ما قبل السكري وترجع أهمية وخطورة هذه المرحلة إلى أنها الفرصة الأخيرة التي يمكن عندها الوقاية من مرض السكر من النوع الثاني وتجنب جميع المضاعفات الخطيرة قبل فوات الآوان. وخطر مرحلة ما قبل السكري في أن أعراضها يصعب ملاحظتها كما أن المريض لايشعر بآثاراها البطيئة والتدريجية التي قد تستغرق 15 عاما وهي فترة كافية لتتحول هذه الحالة إلى النوع الثاني من السكري وفي كثير من الأحيان تنتهي بحدوث مضاعفات السكري.

يمكن الوقاية من النوع الثاني من السكري في بداياته عن طريق إجراء إختبارات لمعرفة مستوى جلوكوز الدم وأكثر الإختبارات فاعلية هو إختبار (الاتش بي أيه ون سي) ويمتاز هذا الإختبار بكشفه لمستوى السكر الهيموجلوبيني حيث أن جلوكوز الدم المرتفع يلتصق بهيموجلوبين الدم مسببا أضرارا ومضاعفات خطيرة على أعضاء الجسم المختلفة، كما أن نسبة السكر الهيموجلوبيني تحدد متوسط نسبة جلوكوز الدم خلال الـ 3 أشهر السابقة على إجراء الإختبار ولا يجب أن تزيد هذه النسبة عن 7% لضمان الوقاية من المضاعفات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق