الاثنين، 17 يناير 2011

ماهي اعراض سكر الحمل في الشهور الاولى



سكر الحمل هو مرض يؤدي إلى إرتفاع كبير في مستويات جلوكوز الدم لدى الحامل. لم يتوصل الطب حاليا بشكل دقيق ومؤكد إلى أسباب هذا المرض ولكن الإحتمال الأكبر وراء هذا المرض هو وجود هورمونات تفرزها المشيمة. والأغلبية العظمى من النساء المصابات بسكر الحمل لا يشعرن بأية اعراض لسكر الحمل في الشهور الاولى، ولا يعرفن إصابتهن بهذا المرض إلا بعد إجراء تحليل السكر، وذلك لأن أغلب أعراض هذا المرض خفيفة.

أغلب الأبحاث الطبية الحديثة تعتبر أن المشيمة وما تفرزه من هورمونات عديدة أثناء الحمل هي السبب في حدوث إرتفاع ملحوظ في مستويات جلوكوز الدم، والمشيمة هي نسيج يتكون داخل الرحم وتقوم بإمداد الجنين بالأكسجين والجلوكوز والغذاء اللازم لنموه، كما أن المشيمة تفرز عدة هورمونات تقاوم الانسولين وترفع مستويات جلوكوز الدم في جسم الأم الخالية من سكر الحمل حتى يتوفر هذا الجلوكوز لنمو الجنين، وبالإضافة إلى ما سبق تؤدي مقاومة الانسولين الموجود قبل الحمل في المصابات بسكر الحمل إلى المزيد من إرتفاع جلوكوز الدم بشكل يؤدي لإضرار للجنين. وتؤدي مقاومة الانسولين أيضا إلى أن يقوم بنكرياس الحامل بإفراز ثلاثة أضعاف الكمية الطبيعية من الانسولين ولكن بلا جدوى، وقد يؤدي هذا العبء شديد الوطأة على البنكرياس إلى توقفه عن إفراز الانسولين بشكل كامل بعد عدة سنوات وإصابة الأم بالنوع الثاني من السكري.

قد تظهر بعض اعراض سكر الحمل في الشهور الاولى على هيئة الحاجة الملحة والمتكررة للتبول وينتج ذلك من النشاط الزائد للكلى الناتج من محاولة الجسم التخلص من التركيزات العالية من جلوكوز الدم في البول. ويصاحب العرض السابق الشعور الشديد بالعطش بسبب فقد كميات كبيرة من سوائل الجسم في البول. ويعتبر الجوع من أعراض الحالات الشديدة من سكر الحمل ويحدث ذلك نتيجة فشل خلايا الجسم في إستقبال الانسولين ومن ثم عدم إمتصاصها للسكر من الدم فتفقد خلايا الجسم العضلية والدهنية مصدرها الوحيد للطاقة مما يشعر المريضة بالجوع، كما أن نقص الطاقة دخل خلايا الجسم يؤدي للشعور بالتعب والإرهاق، وفي بعض الأحيان تشعر الحامل بالعصبية والغضب. إرتفاع الجلوكوز في الدم يؤدي لقلة سيولته والضغط على شبكية وعدسة العين مما يؤدي إلى ضعف الإبصار مؤقتا.

لا تظهر أغلب الأعراض السابقة الذكر إلا في حوالي 20% من مريضات سكر الحمل، ولأجل ذلك يعتبر من الضروري أن يتم إختبار تحمل الجلوكوز لكل الحوامل في الأسبوع السادس والعشرين من الحمل للتأكد من خلوهن من سكري الحمل. ويتم إختبار تحمل الجلوكوز أولا بدون تحضير وفي أي وقت عن طريق تناول الحامل لسائل مذاب به 50 جرام من الجلوكوز وبعد مرور ساعة واحدة يتم سحب عينة دم من الذراع وتحليلها فإذا تجاوزت نسبة الجلوكوز الـ 130 مليجرام لكل ديسيلتر يتم إجراء المزيد من التحليلات للتأكد من وجود أو خلو الحامل من سكر الحمل.

يأتي الإختبار التالي وهو عبارة عن إختبار تحمل الجلوكوز والذي يستغرق 3 ساعات وتكون كمية الجلوكوز المعطاة للحامل 100 جرام. ويحتاج التجهيز لهذا الإختبار ثلاثة أيام حيث تتناول السيدة الحمل ما يساوي 150 جرام من الكربوهيدرات في اليوم. وفي اليوم الرابع يتم إجراء الإختبار بعد فترة صيام لا تقل عن 8 ساعات تمتنع خلالها أيضا عن بذل اي مجهود يقلل من دقة نتائج الإختبار ثم تتناول 100 جرام من الجلوكوز ثم يقاس مستوى الجلوكوز في بلازما الدم 4 مرات، مرة كل ساعة وتعتبر النتائج سلبية، أي أن الحامل خالية من سكر الحمل إن لم تصل مستويات الجلوكوز للأرقام التالية في أكثر من مرتين من مرات الإختبار الأربعة: بعد الصيام 90 مليجرام/ ديسيلتر، بعد ساعة 175، بعد ساعتين 150، بعد ثلاث ساعات 130 مليجرام/ ديسيلتر.

وإذا تم تشخيص سكر الحمل فيجب على المريضة إتباع نظام حمية غذائي مع ممارسة التمرينات الرياضية التي تتناسب مع حالتها ويشرف على ذلك طبيبها المختص، ولأن اعراض سكر الحمل في الشهور الاولى غير واضحة فإن إختبار تحمل الجلوكوز يعتبر أساسيا لتشخيص هذا المرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق