الثلاثاء، 18 يناير 2011

مرض سكر الحمل - ما هي علاماته وأعراضه؟



تحدث تغيرات كثيرة أثناء الحمل، وهذه التغيرات تنتج من نمو الجنين ومن تأثير المشيمة المتبادل على الأم والجنين. وترجع أهمية آثار المشيمة على نجاح الحمل وإتمام الولادة بسلام، في أن المشيمة تقوم بإمداد الجنين بكل ما يلزمه من تغذية، كما أن المشيمة توفر الجلوكوز اللازم للجنين عن طريق تقليل إمتصاصه في جسم الأم، وهذا يحدث بشكل طبيعي أثناء الحمل العادي الخالي من مرض سكر الحمل، ولكن نسبة محدودة من النساء قد تتراوح بين الـ 5% إلى 10% يظهر لديهن مرض سكر الحمل نتيجة وجود مقاومة لهورمون الانسولين في أجسادهن وهذه المقاومة تمنع إمتصاص جلوكوز الدم وتتضاعف هذه المشكلة مع النشاط الهورموني للمشيمة أثناء الثلث الأخير من الحمل.

الفرق بين مرض سكر الحمل وغيره من أمراض السكري أنه يظهر أثناء فترة الحمل بصورة مؤقتة ثم يختفي. وفي بعض الأحيان قد تكون الحامل مصابة بحالة ما قبل السكري قبل حملها، وهذه الحالة تختلف عن الإصابة الفعلية بمرض السكر لأن مستويات جلوكوز الدم تكون أقل من المستويات التشخيصية. وبعد حدوث الحمل فإن هورمونات المشيمة تؤدي للمزيد من الإرتفاعات في جلوكوز الدم، ويمكن في هذا الوقت تشخيص سكر الحمل، وبعد إتمام الولادة والتخلص من المشيمة يبدأ جلوكوز الدم يرجع لمستواه المنخفض مرة أخرى، أو بالأصح ترجع الأم لمستويات الجلوكوز العالية نوعا ما التي تتميز بها حالة ما قبل السكري وهي حالة تسبق الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وكل ما سبق يفسر السبب وراء الإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد مرور بضع سنين من التعرض لمرض سكري الحمل لما يشكله هذا المرض من عبء كبير على البنكرياس.

جميع أعراض مرض سكر الحمل هي عبارة عن إستجابة من جسم الحامل للتخلص من المستويات العالية من جلوكوز الدم، فتقوم الكلى بإمتصاص السكر المرتفع من الدم ليتم إفرازه في البول، فيبدأ ظهور أول أعراض مرض سكر الحمل وهو كثرة التبول، وفقدان الكثير من سوائل الجسم في البول تؤدي للعطش، وبالطبع فإن خلايا الجسم خاصة الخلايا العضلية تفتقد السكر والذي يتخلص الجسم منه، وهذا في النهاية يؤدي للشعور بالتعب الشديد والإعياء بدون بذل أدنى مجهود. النسب العالية من السكر في البول تصيب المرأة الحامل بالبكتيريا في قناة المهبل، وقد تظهر بعض هذه الأعراض بشكل غير واضح في الشهر السادس من الحمل، ويجب إجراء إختبار تحمل الجلوكوز قبل ذلك الوقت لأن أغلب هذه الأعراض يصعب ملاحظتها.

الوقاية من مرض سكر الحمل خير من العلاج، وذلك لأن هذا المرض يظهر في أغلب الأحيان في الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل، وبسبب ضيق الوقت فإنه يستحسن البدء في تناول طعام متوازن وممارسة الرياضة بشكل مبكر، مع بداية الحمل ويجب أن لا تنتظر الحامل حدوث المرض وظهور أعراضه لكي تبدأ في تغيير أسلوب تناولها للطعام. مرض سكر الحمل هو مرض ينتج من الإختلال في تنظيم وتخزين طاقة الجسم، ويمكن إعادة الإتزان للجسم والسيطرة على جلوكوز الدم عن طريق إتباع نظام غذائي يوضع بواسطة طبيب تغذية متخصص واضعا في الإعتبار عوامل عديدة أهمها حصول الجنين والأم على ما يكفيهم من الغذاء بدون زيادة أو نقصان.

لا يمكن علاج مرض سكر الحمل عن طريق تخفيض الوزن فعلاوة على إستحالة خفض وزن الجسم في الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل فإن ذلك قد يشكل خطرا كبيرا على الأم والجنين. ويكون البديل لإنقاص وزن الحامل المصابة بسكر الحمل هو الإلتزام بمعدلات طبيعية في زيادات الوزن تتناسب مع كل شهر من شهور الحمل ومع نمو الجنين. ومعدلات الزيادة في وزن الجسم متساوية سواء كانت الحامل مصابة بمرض سكر الحمل أو لا تعاني من هذا المرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق