الأربعاء، 26 يناير 2011

أعراض سكري الحمل وعلاجه



يقتصر ظهور أعراض سكري الحمل فقط أثناء الحمل وعلاجه لأجل ذلك لايتم إلا أثناء الحمل. وهذا المرض ينشأ عن مقاومة خلايا الجسم للانسولين وبالتالي فإن قدرة الجسم على إستيعاب سكر الدم تضعف بتقدم شهور الحمل. ومقاومة الانسولين أسبابها ثلاثة، أهمها أسبابا وراثية وتكون موجودة في الحامل قبل الحمل، وثانيها أسبابا مرتبطة بزيادة وزن الدهون في الجسم مع قلة النشاط الحركي، والسبب الثالث والأخير أن هورمونات الحمل تؤدي لزيادة جلوكوز الدم في جميع الحوامل بلا إستثناء المصابات منهن بسكري الحمل أو غير المصابات.

بعض أعراض سكري الحمل تؤثر في طريقة علاجه. وذلك لأن أغلب أعراض هذا المرض لا يمكن ملاحظتها وتفريقها عن علامات الحمل العادية. ولكنها هذه الأعراض إن ظهرت بوضوح فإنها تظهر في بداية الحمل وذلك عندما تكون الأم تمر بمرحلة ما قبل السكري قبل الحمل وساهم سكر الحمل في ظهور المرض. ويحدث هذا الأمر في حوالي 20% من المصابات بسكري الحمل أي ما يماثل 2% من إجمالي عدد الحوامل ويكون علاج هذه الحالات الشديدة التي تتسم بإرتفاع مستمر في جلوكوز الدم هو إبر الانسولين.

قد تمر أعراض سكري الحمل بدون شعور الحامل وعلاجه في هذه الحالة يكون صعبا، نظرا لفشل الطبيب في تشخيص المرض. وهذا ما دفع العديد من المنظمات الطبية الدولية، لنصح جميع الحوامل في بداية الثلث الأخير من الحمل بإجراء تحليل مستوى جلوكوز الدم حتى لا تفوت فرصة علاج هذا المرض في غضون فترة قصيرة تقدر بالثلاثة شهور الأخيرة من الحمل، وإهتمام هذه الهيئات الدولية بعلاج هذا المرض يعزى إلى أن حوالي نصف المصابات بسكر الحمل يحدث لهن إصابة بالنوع الثاني من السكري خلال 8 سنوات من الولادة كما أن المولود أيضا ترتفع قابلية جسمه للإصابة بنفس المرض.

جميع أعراض سكري الحمل سببها إرتفاع جلوكوز الدم وعلاج هذا الجلوكوز المرتفع، يجنب الجنين والأم جميع مخاطر ومضاعفات المرض وتحدث الولادة بشكل طبيعي، كما أن التخلص من هذا المرض تستمر آثاره النافعة لسنوات عديدة بعد الولادة. وذلك لأن عند تعرض الجنين لمستويات طبيعية من جلوكوز الدم الآتي من الأم، يؤدي ذلك لعدم إجهاد بنكرياس الجنين وهو ما زال في مرحلة التكوين، وإذا حدث العكس فإن البنكرياس يعمل فوق طاقته لمجابهة الجلوكوز المرتفع، والدليل على حدوث ذلك أن المولود في الساعات الأول لميلاده يصاب بإنخفاض حاد في جلوكوز الدم نتيجة إستمرار البنكرياس في خفض جلوكوز الدم، بالرغم من إنقطاع إمداداته من الأم.

الجلوكوز العالي في دم الأم يصل للجنين، مع أن أعراض سكري الحمل قد لا تكون ظاهرة وعلاج هذا الإرتفاع في السكر ضروري، لأن كل السكر الزائد يخزن في جسم الجنين، وهذا يؤدي لزيادة محيط كتفيه وفي بعض الأحيان تحدث مصاعب في الولادة وأضرار بالغة في أكتافه وذراعيه.

أعراض سكر الحمل يمكن علاجها عن طريق قياس جلوكوز الدم يوميا بعد كل وجبة ومن ثم تقليل الكربوهيدرات في الطعام حتى تنخفض نسبة الجلوكوز للحد المطلوب، ويمكن ملاحظة هذه الأعراض بصعوبة وهي تتميز عن أعراض الحمل العادية في أنها تظهر في حوالي نهاية الشهر الخامس، والأعراض هي الشعور بالعطش والجوع والإرهاق والغثيان والرغبة في التقيؤ وفي بعض الأحيان القليلة يحدث ضعف في الإبصار.

يعتبر إختبار تحمل الجلوكوز هو أكثر الأساليب التشخيصية مصداقية نظرا لتعدد مرات قياس الجلوكوز أثناء القيام به. وإذا تأكد تشخيص المرض فيبدأ العلاج سريعا عن طريق وضع نظام تغذية طبي مع ممارسة الرياضة الخفيفة، وإن لم تنجح الأساليب السابقة في خفض جلوكوز الدم ومنع أضراره على الجنين والأم، يكون العلاج الأفضل هو إبر الانسولين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق