الأحد، 23 يناير 2011

اعراض سكر الحمل في الاشهر الاولى - الوقاية والعلاج من سكر الحمل



لا يعتبر سكر الحمل حالة مختلفة عن بقية الحالات المرضية التي تصيب المرأة. ولكن سكر الحمل يختلف في أنه يظهر أثناء الحمل وبالتالي فآثاره السلبية تطال الجنين والأم معا. يتسم سكر الحمل بإرتفاع جلوكوز الدم مثله مثل سائر أنواع مرض السكري كالنوع الأول والثاني. والسبب وراء حدوث هذا الإرتفاع في سكر الدم هو مقاومة الجسم للإنسولين وهو الهورمون الذي يقوم بإدخال سكر الدم داخل خلايا الجسم العضلية والدهنية.

أهم اعراض سكر الحمل في الاشهر الاولى هو العطش نتيجة فقد الماء في التبول المتكرر، وتحدث هذه الأعراض في بداية الحمل إذا كانت حالة سكر الحمل شديدة أو إذا كانت الأم مصابة بحالة ما قبل السكري قبل حملها. وتزداد هذه الأعراض وضوحا في الثلث الثاني من الحمل وتصل إلى ذروتها في الثلث الأخير، ويمكن تفسير ذلك بإن هورمونات الحمل تتزايد مع تقدم الحمل، حيث أن هذه الهورمونات تضعف من مفعول الانسولين وترفع من مستويات جلوكوز الدم حتى يتمكن الجنين من الحصول الطاقة اللازمة لنموه المتزايد والسريع.

إذا ظهرت اعراض سكر الحمل في الاشهر الاولى قد يعني ذلك أمرين أولهما أن الحامل قبل حملها كانت مصابة بإرتفاع جلوكوز الدم بنسب متوسطة وبمعنى آخر أن الحامل كانت مصابة بحالة ما قبل السكري، وبعد حدوث الحمل رفعت هورمونات الحمل الجلوكوز إلى المستويات الأعلى والتي عندها يمكن تشخيص سكر الحمل. الأمر الثاني أن سكر الحمل دائما ما يؤدي لتدهور حالة ما قبل السكري المصابة بهاالأم، ومن ثم تتطور إلى النوع الثاني من السكري خلال بضعة سنين بعد الولادة.

في حوالي 80 % من الحالات لا تظهر اعراض سكر الحمل في الاشهر الاولى ولكنها تبدأ في الظهور في نهاية الشهر الخامس وتكون أعراضا خفيفة ويصعب تمييزها. الوقاية من سكر الحمل تكون أكثر سهولة قبل حدوث الحمل، وتصبح صعبة أثناء الحمل وبالأخص في الثلاثة أشهر الأخيرة، والسبب أن علاج هذا المرض يعتمد على إنقاص الوزن، عن طريق تخفيض المحتوى الحراري في الطعام وبممارسة الرياضة، ولايمكن بأي حال من الأحوال إنقاص الوزن إلا قبل حدوث الحمل، وذلك لأن صحة الأم والجنين مرتبطة بحدوث زيادة في الوزن تتزايد تدريجيا حتى نهاية الحمل.

تعتمد أغلب الطرق والأساليب في علاج سكر الحمل والوقاية منه على الانظمة الغذائية المحددة في السعرات الحرارية بالإضافة إلى تناول الطعام على وجبات متعددة وصغيرة الحجم قد تصل إلى 7 مرات في اليوم وذلك لأن جلوكوز الدم يصل إلى أقصى إرتفاع بعد تناول الطعام، وتقليل الطعام وتقسيمه لوجبات صغيرة يقلل من إرتفاع جلوكوز الدم، وقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن اللحوم الحمراء وخاصة اللحوم المصنعة، والوجبات السريعة مثل البيتزا، تساهم في حدوث سكر الحمل، وعلى الجانب الآخر فإن تناول الدواجن والأسماك والخضروات والفواكه يقلل ويعالج الكثير من أضرار سكر الحمل.

إذا حدثت الإصابة بسكر الحمل يجب على الأم أن تقيس مستوى جلوكوز الدم لديها وخاصة بعد تناول الطعام حيث يجب أن لا تزيد نسبة جلوكوز الدم عن 175 مليجرام/ ديسيلتر بعد ساعة من تناول الطعام، وإذا زادت هذه النسبة عن ذلك يجب الإبتعاد تماما عن تناول العصائر والحلويات المحتوية على السكر، والإعتماد على المخبوزات المصنوعة من الحبوب الكاملة، ويجب تقليل النشويات في الطعام حتى الوصول لمستوى جلوكوز يقل عن النسبة السابقة. ويجب تدوين هذه القياسات وعرضها على الطبيب المختص ليعرف مدى تقدم العلاج. كما يمكن خفض جلوكوز الدم بطريقة أخرى وهي عن طريق ممارسة المشي يوميا لمدة نصف ساعة بعد إستشارة الطبيب والتأكد من عدم وجود إحتمال للإجهاض.

في قليل من حالات سكر الحمل، قد تفشل الأساليب السابقة في خفض جلوكوز الدم بشكل يحمي الجنين من مخاطر هذا المرض، وهنا يلجأ الطبيب لإعطاء الحامل إبر الانسولين، وقد يظن البعض أن سكر الحمل يمكن إهمال علاجه بسبب حدوث الشفاء منه بعد الولادة، وهذا خطأ كبير وذلك لأن مخاطره كثيرة منها حدوث إصابات وإضرار في أكتاف وذراعي المولود أو إصابة المولود باليرقان وضيق التنفس إذا حدثت ولادة مبكرة، ولكن أخطر الأضرار التي تنجم عن هذا المرض هو حدوث إصابة بالنوع الثاني من مرض السكري في الأم ومولودها خلال بضع سنوات بعد الولادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق