السبت، 26 فبراير 2011

اسباب اصابة الحامل بسكري الحمل - وماهي مخاطره على الحامل والجنين؟



مرض سكري الحمل يظهر أثناء الحمل ويختفي مباشرة بعد الولادة في أغلب الحالات، وهو يحدث في أكثر من 10% من إجمالي عدد الحوامل. ويحدث هذا المرض بسبب عجز خلايا الجسم عن إستقبال الإنسولين مما يؤدي لرفع جلوكوز الدم لأن الإنسولين هو المسئول عن خفضه. ويظهر هذا المرض غالبا في أواخر الشهر الخامس ويختفي بعد الوضع بساعات. وبالرغم من ذلك فإن إهمال علاجه يشكل خطرا كبيرا على الحامل والجنين.

اسباب اصابة الحامل بسكري الحمل متعددة، وأهمها وجود مقاومة من الجسم لإستقبال الانسولين وسبب هذه المقاومة وجود أسباب وراثية أو جينية، ووجود خلايا دهنية بكميات زائدة، أو حدوث نقص في مستقبلات الانسولين الموجودة على خلايا الجسم العضلية، أو وجود خلل في تركيب الانسولين يعيقه عن أداء دوره، والسبب الذي يؤدي للمزيد من نقص قدرة خلايا الجسم الإستيعابية للإنسولين هو تكون المشيمة وتزايد إفرازها لمجموعة من الهورمونات التي ترفع جلوكوز الدم تدريجيا مع تقدم شهور الحمل حتى يتوفر هذا الجلوكوز اللازم لنمو الجنين. ويفسر ظهور هذا المرض في الشهور الأخيرة من الحمل بأن البنكرياس يستطيع مضاعفة إفرازه من الانسولين في مراحل الحمل الأولى ولكنه مع نمو المشيمة يعجز عن الإستمرار في ذلك.

الأكثر عرضة لسكري الحمل هن النساء الأكبر من 25 عاما، ومن المعروف أن تكرار مرات الحمل يؤدي لتكرر الإصابة بسكري الحمل بسبب زيادة وزن الأم بعد كل ولادة وبسبب الإجهاد المتواصل لبنكرياس الأم. ومن المعروف أن هذا المرض لا تظهر أعراضه في الحمل الأول ولكنه يمكن معرفة حدوثه لأول مرة إن تجاوز وزن المولود الأول 4.5 كجم، وسكري الحمل ينتشر بشكل أكبر في الدول العربية، ويقل إنتشاره في دول أوروبا.

من أهم اسباب اصابة الحامل بسكري الحمل هي الأسباب الوراثية، وجميع الأطباء ينصحون الحوامل وخاصة الأكثر عرضة لسكري الحمل بإجراء إختبار تحمل الجلوكوز لأن أعراض هذا المرض يصعب الإحساس بها كما أنها تختلط وتتشابه مع علامات الحمل العادية. وسكري الحمل يتشابه مع حالة ما قبل السكري في عدم وضوح الأعراض. ويجب على الأقل إجراء إختبار السكر قبل بداية الشهر السادس لجميع الحوامل.

عند إرتفاع جلوكوز الدم في الحامل فإنه يصل عبر المشيمة للجنين ويعمل على تراكم الدهون حول جسمه. ويحدث ذلك لأن بنكرياس الجنين يخزن هذا الجلوكوز الزائد على هيئة دهون حول كتفيه ومحيط جذعه. وكل ما سبق يؤدي لتعسر الولادة وإصابة كتفي وذراعي المولود بأضرار بالغة وذلك عند حدوث الولادة الطبيعية. كما أن نشاط البنكرياس الزائد يستمر بعد الولادة مما يصيب المولود بنقص شديد في جلوكوز الدم، وإحتمال الولادة المبكرة يكون كبيرا وفي هذا الوقت تكون رئتي وكبد المولود ناقصي النمو مما يصيبه بضيق التنفس واليرقان.

وسكري الحمل لا يسبب التشوهات الخلقية في المولود، ولكن الإجهاد المستمر لبنكرياس الأم والجنين بسبب إرتفاع جلوكوز الدم أثناء الحمل يؤدي للإصابة بالنوع الثاني من السكري بعد عدة سنوات في الأم والمولود. ولمنع أيا من المخاطر السابقة فإن الولادة تتم بالطريقة القيصرية. كما أن إهمال علاج سكري الحمل يعرض الأم لإرتفاع ضغط الدم.

لعلاج اسباب اصابة الحامل بسكري الحمل ينبغي الإلتزام بنظام حمية غذائية طبية بجانب ممارسة التمارين حتى يتسنى خفض جلوكوز الدم وعدم تعريض الجنين لمستوياته الضارة، كما أن قياس جلوكوز الدم بواسطة مقياس الجلوكوز المنزلي يساعد على التيقن من حدوث العلاج على المسار الصحيح، وإن لم تكفي الإجراءات السابقة فيكون الحل هو إبر الإنسولين. وإذا تم الحفاظ على مستوى طبيعي لجلوكوز الدم خلال شهور الحمل المختلفة وخاصة الأخيرة، فإن تأثير مرض سكري الحمل على المولود والحامل سيكون تأثيرغير خطير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق