الأحد، 6 مارس 2011

اعراض سكر الحمل واسبابه



يعتبر سكر الحمل هو أكثر الحالات المرضية ظهورا أثناء الحمل. وهذا المرض هو أحد أنواع مرض السكري والتي تمثل نسبة الإصابة به أكثر من 10% بين الحوامل في الدول العربية. وإهمال علاج هذا المرض ينجم عنه العديد من الأضرار الصحية للحامل وللجنين. وبالرغم من أنه ينتهي بعد الولادة مباشرة. إلا أن اعراض سكر الحمل واسبابه لا يمكن الإعتماد عليها حتى يتم تشخيصه. ويلزم لذلك إجراء تحليل أو إختبار جلوكوز الدم.

اعراض سكر الحمل يصعب ملاحظتها واسبابه لم يتم حتى الآن إكتشافها كلها، ولكن العلماء يرجعون حدوث هذا المرض إلى وجود مقاومة للانسولين من الجسم وهذه المقاومة لها أسباب وراثية وأخرى مرتبطة بزيادة الدهون في جسم الحامل، وتؤدي مقاومة الانسولين لخفض قدرة خلايا الجسم على إستيعاب جلوكوز الدم، كما أن بعض الهورمونات التي تفرزها المشيمة تؤدي للمزيد من الإرتفاع في جلوكوز الدم. وتكون نتيجة ما سبق عجز البنكرياس بما يفرزه من انسولين عن خفض جلوكوز الدم، وتوجد علاقة بين حدوث سكر الحمل ومرض تكيس المبايض المتعدد، ولا يحدث سكر الحمل تحت سن الخامسة والعشرين وقد يكون ذلك بسبب عدم إنتشار السمنة في هذا العمر.

تظهر عادة بعد الشهر الخامس اعراض سكر الحمل لأن اسبابه منها أن المشيمة في هذا الوقت تفرز كمية كبيرة من الهورمونات التي ترفع جلوكوز الدم. وقد تصاب الحامل بسكر الحمل بدون أن تشعر في أول حمل لها ويمكن التأكد من ذلك عند ولادة طفل كبير الوزن، ويرجع السبب في ذلك أن أعراض سكر الحمل خفيفة ويصعب ملاحظتها. وهذه الأعراض تكون أشبه ما يكون بأعراض حالة ما قبل السكري ومنها الشعور بالعطش والجوع والتعب والغثيان، والتبول بكثرة وقد تحدث بعص العدوى الميكروبية في مجرى البول. والكثير من الأعراض السابقة قد تختلط مع علامات الحمل العادية. ويستحسن أن يجرى إختبار تحمل الجلوكوز لكل الحوامل قبل بداية الشهر الخامس.

عند ظهور بعض اعراض سكر الحمل مع وجود اسبابه يجب الإسراع بإجراء تحليل الجلوكوز وإذا تم تشخيص المرض فيجب البدء في العلاج فورا. حتى يتم تجنب مخاطر هذا المرض على المولود ومنها حدوث الولادة المبكرة أو المتعسرة وقد يصاب المولود بضيق التنفس أو اليرقان أو إنخفاض جلوكوز الدم بعد الولادة بقليل. ولا يمكن علاج سكر الحمل بالجلايبورايد أو الميتفورمين لأنه لم يثبت حتى الآن سلامة هذه الأدوية وتأثيرها على الجنين.

يبدأ علاج سكر الحمل عن طريق تناول أطعمة متوازنة تحتوي على كمية كبيرة الألياف وقليل من الكربوهيدرات وتجنب الحلويات وتقليل الدهون الحيوانية، ويجب أن يكون النظام الغذائي العلاجي محتويا على ما يكفي من البروتين وجميع الفيتامينات والمعادن بما يسمح بنمو طبيعي للجنين وفي نفس الوقت يمنع أي إرتفاع كبير في جلوكوز الدم. ولأن سكر الحمل يرفع ضغط الدم فيجب على الحامل تقليل الملح والإكثار من شرب الماء قدر المستطاع.

ممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي السريع نصف ساعة مقسمة على ثلاثة مرات يوميا يفيد كثيرا في خفض جلوكوز الدم، حيث أن سرعة جريان الدم في الأوعية الدموية وفي العضلات الكبيرة كعضلات الساقين والذراعين ترفع من قدرة خلايا الجسم على حرق وإستيعاب سكر الدم، مما يزيد من حساسية الانسولين ويجب قياس سكر الدم قبل وبعد ممارسة الرياضة حتى لا ينخفض سكر الدم بشكل يضر الحامل وجنينها، ويجب إستشارة الطبيب قبل البدء في ممارسة التمارين للحيلولة دون حدوث إجهاض.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق