اسباب الغثيان اثناء الحمل - الغثيان في الشهر السابع

بالنسبة لأكثرية السيدات الحوامل، فإن الشعور بالغثيان وحدوث القيء هو أمر كثير الحدوث وذلك خلال الشهر الأول أو الثاني من الحمل، ولكن هذه المشاكل تبدأ في التناقص تدريجيا مع إقتراب نهاية الثلث الأول من الحمل أو خلال الأسبوع السابع عشر. ولكن نسبة غير قليلة تقدر بحوالي ربع الحوامل قد يستمر معهن الشعور بالغثيان كأحد أعراض الحمل حتى الثلث الأخير من الحمل، وحوالي خمسة بالمئة منهن قد يتعرضن للشعور بالغثيان وحدوث القيء إلى أن تتم الولادة.

في بعض النساء، فإن الشعور بالغثيان خاصة في ساعات الصباح عادة ما يختفي بعد الأسابيع القليلة الأولى من بداية الحمل، ولكنه قد يرجع مجددا خلال الشهر السابع من الحمل. وبينما النساء الأخريات قد لا يشعرن بهذا الغثيان خلال المراحل الأولى من الحمل، إلا إنه قد يفاجئهن ويبدأ في الظهور لأول مرة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل.

وبالطبع، فإنه في أي وقت، فإن الشعور بالغثيان أو حدوث القيء بشكل مفاجئ يمكن أن يحدث نتيجة الإصابات الفيروسية أو غيرها من الأمراض. وخاصة إذا صاحب حدوث ذلك الإصابة بالإسهال، وقد يحدث هذا أيضا نتيجة الإصابة بالإنفلونزا أو التسمم الغذائي. وإذا كانت مثل هذه الأعراض شديدة في أي وقت أثناء الحمل، فإنه يجب الحذر من حدوث الجفاف كما يجب التأكد من تعويض سوائل الجسم التي فقدت منه.

مع بداية الشهر السابع من الحمل، فإن النشاط الهرموني يبدأ في التزايد من جديد، وذلك بعد فترة من التناقص ولبعض الوقت خلال الثلث الثاني من الحمل. والنساء اللاتي يتميزن بمستويات عالية من هرمون الحمل هن الأكثر تعرضا للشعور المستمر بالغثيان خلال المراحل المختلفة من الحمل.

ومن أسباب الشعور بالغثيان وحدوث القيء خلال المراحل المتأخرة من الحمل، هو النمو المتزايد في حجم الجنين. وخلال هذه المراحل عادة ما يحدث الغثيان مباشرة بعد تناول الطعام، ودائما ما يصاحبه حدوث حرقة في المعدة. وكلما زاد حجم الجنين، فإن الرحم يسبب المزيد من الضغط على المعدة مما يسبب زيادة الشعور بحرقة المعدة والغثيان وخاصة بعد إمتلاء المعدة بالطعام. وخلال هذه المرحلة، فإن سعة المعدة تكون أقل حجما، وأيضا يكون من الأكثر أهمية الإلتزام بوجبات طعام صغيرة الحجم تقلل الضغط الذي يحدث على المعدة.

وعلى هذا، فإن الشعور بالغثيان خلال الثلث الثالث من الحمل لا يعتبر بالضرورة أمرا يثير القلق. ومع ذلك، فإن هناك شيئان شديدا الأهمية هما، أمراض الكبد التي قد تظهر في مراحل الحمل الأخيرة والتي يمكن أن تسبب الشعور بالغثيان أو حدوث القيء، ويتضمن هذا الأمر أيضا الإصابة بحالة الكبد الدهني. وعلى الرغم من أن هاتين الحالتين المرضيتان نادرتا الحدوث، إلا أنهما قد يهددان حياة المريضة إذا لم يتم علاجها فورا. ولهذا السبب، فإن الطبيبة تنصح إية امرأة تشعر بالغثيان أو القيء والذي يصاحبهما آلام أو توعك في منطقة أعلى البطن وذلك خلال الثلث الأخير من الحمل، فإن الطبيبة تنصحها بعمل إختبارات في وظائف الكلى وإنزيمات الكبد، بالإضافة إلى عد كريات الدم الحمراء.

كل إمرأة تشعر بالغثيان أو يحدث لديها القيء بالإضافة إلى الإحساس بالصداع الشديد، أو إنتفاخ الوجه، أو حدوث تورم مفاجئ في الجسم، او الشعور بالمغص، أو حدوث إضطرابات في مجال الرؤية، يجب أن تقوم بزيارة الطبيبة على الفور. لأن هذه هي أعراض وعلامات تسمم الحمل، وهو عبارة عن مرض يمكن أن يتدهور بطريقة سريعة في أي وقت وذلك خلال الشهر الخامس من الحمل وهذا المرض يصيب حوالي سبعة في المئة من الحوامل. وتسمم الحمل يمكن أن يسبب الإصابة بالسكتة أو بالفشل الكلوي، أو الكبدي، أو حدوث الجلطات، أو تجمع السوائل في الرئة، أو الإصابة بالتشنجات، أو حتى الوفاة.

يوجد سبب آخر لحدوث الغثيان خلال المراحل المتأخرة من الحمل، وهذا السبب يسهل كثيرا تشخيصه. فإذا صاحب الشعور بالغثيان أو القيء والإسهال، الشعور بالمغص وآلام الظهر والحوض وحدوث إنقباضات لفترات لا يفصل بينها أكثر من عشرة دقائق، فإن الإجهاض يكون مؤكدا في هذه الحالة.

وبينما لا يكون هذا الأمر كثير الحدوث، فإن الشعور بالغثيان في المراحل المتأخرة من الحمل يستحق أن تتم مناقشته مع طبيبة أمراض النساء والولادة. وفي معظم الحالات عادة ما تكون هناك أسباب عادية وغير خطيرة للشعور بالغثيان خلال هذه المراحل، ولكن توجد هناك إحتمالات قليلة أن يكون هذا العرض هو واحد من الأعراض الخطيرة لقليل من الأمراض التي تظهر في بعض الأحيان أثناء الشهر السابع من الحمل.