الأربعاء، 12 مايو 2010
مرض السكر - هل يمكن الشفاء من مرض السكر بشكل كامل؟
مرض السكر يصيب البشر منذ آلاف السنين، ولم يكتشف الأنسولين إلا منذ 100 عام بالتحديد. وتم إستخدامه في عام 1922 لأول مرة لعلاج مرض السكري وقبل ذلك التاريخ كان من يصاب بهذا المرض كمن حكم عليه بالإعدام. ويحاول العلماء في السنوات الأخيرة التوصل لطريقة تؤدي إلى الشفاء من مرض السكر بصورة كلية. وذلك عن طريق إستعادة الخلايا المفرزة للأنسولين في المرضى من النوع الأول. وأيضا عن طريق تقليل مقاومة الجسم للأنسولين في مرضى النوع الثاني فإذا نجح العلماء في ذلك يستطيع المرضى الإستغناء عن حقن الأنسولين والإعتماد على الأنسولين الطبيعي الذي ستفرزه أجسامهم.
يصنف مرض السكر إلى ثلاثة أو أربعة أنواع، أخطرها هو النوع الأول أو مايسمى بسكر الأطفال ومرضى هذا النوع يعتمدون على الأنسولين لضبط مستوى الجلوكوز في الدم. أما النوع الثاني فيمثل 90% من مرض السكر وغالبا ما يصاب به من هم أكبر سنا ويعانون من قلة النشاط العضلي والسمنة وهذا النوع يعاني فيه المرضى من مقاومة أجسامهم للأنسولين، والنوع الثالث أو سكر الحمل هو أقلهم خطورة لأنه ينتهى بعد الولادة. والنوع الأخير فتم إكتشافه مؤخرا ويمتاز بإرتفاع السكر بالدم بدرجة محدودة ويجب الوقاية منه حتى لايتحول للنوع الثاني.
لم يكن يتصور أي شخص أن مرض السكري له علاج قبل أستخدام الأنسولين لأول مرة منذ سنة 1922 وقد أكتشف العلماء مؤخرا فيروسا يجعل جهاز المناعة لمرضى السكر من النوع الأول يدمر الخلايا المفرزة للأنسولين. فإذا تم التوصل لطريقة للقضاء على هذا الفيروس فإنه يمكن إستعادة هذه الخلايا بل والشفاء تماما من مرض السكري. وقد يكون أثر هذا الإكتشاف في شفاء مرضى السكر مستقبلا أكبر بكثير من أثر أستخدام الأنسولين لأول مرة منذ مايقرب من تسعين عاما كعلاج لهذا المرض.
دواء الريتيوكسان - وهو أساسا يستخدم لعلاج سرطان الدم - يعتبر علاج مبشر قد يفتح الباب أمام إكتشاف علاج وقائي لمرض السكر من النوع الأول. وهذا الدواء له فاعلية كبيرة في خفض النشاط المناعي للجسم ويعتبر هذا النشاط أحد أهم أسباب تدمير الخلايا المفرزة للأنسولين مما يسبب مرض السكري من النوع الأول. فإذا استطاع العلماء بمزيد من الأبحاث إستنباط علاج كيميائي يماثل مستحضر الريتيوكسان ولكن أكثر فاعلية وأقل في الأعراض الجانبية فسيفتح ذلك باب الأمل واسعا في الوقاية من السكري من النوع الأول.
أحدث العلاجات المبشرة لمرض السكر هو إستخدام الخلايا الجذعية ويتم ذلك عن طريق أخذ الخلايا الجذعية من جسم المريض نفسه ثم زراعتها لتكون خلايا بديلة عن الخلايا المفرزة للأنسولين. ومن مزايا هذه الطريقة أن جسم المريض لايرفض هذه الخلايا لأنها خلايا من نفس أنسجة جسده. وبالرغم من حداثة هذه الطريقة العلاجية إلا أنها أثبتت بالفعل نجاحا مبشرا يسمح لمرضى النوع الأول بالتعافي من مرض السكر.
النوع الثاني من مرض السكري تم الشفاء منه بطريقة كاملة في كثير من المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة وتم إجراء عملية تدبيس معدة لهم. ويرجح العلماء أن هؤلاء المرضى تخلصوا من المرض لأن المعدة بعد ربطها أو تدبيسها توقفت عن إفراز مواد تؤدي لمنع خلايا الجسم من إستقبال الأنسولين.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
والدتي تاخز حقن الانسولين فيرتفع او يهبط السكري
ردحذف