الخميس، 23 سبتمبر 2010
مضاعفات مرض السكر - الفشل الكلوي وأسبابه والوقاية منه وعلاجه
تعتبر أمراض الكلى والفشل الكلوي من أخطر المضاعفات التي تصيب مرضى السكري لأنها تسبب تهديدا خطيرا لحياة المرضى، وهذه المضاعفات تصيب 25% من مرضى النوع الأول و4% من مرضى النوع الثاني وتظهر كتدمير للكلى بعد 13 عاما من تشخيص السكري وقد تتطور إلى فشل كلوي بعد 18 عام من الإصابة بالمرض، وهي فترة طويلة لأن أعراض الفشل الكلوي لايشعر بها المريض إلا بعد فقدان 75% من وظائف الكلى لديه، ولذلك يمثل مرضى السكري بنوعيه أكثر من ثلث مرضى الفشل الكلوي إجمالا. وبالرغم من ذلك فإن التشخيص المبكر لمرض الكلى يجنب أكثر من نصف مرضى السكر الفشل الكلوي.
يتحول الجلوكوز الزائد في دم مرضى السكر إلى مادة السوربيتول وهي مادة تسبب تدميرا للشعيرات الدموية في الكلى، كما أن زيادة الجلوكوز تغير من وظيفة أحد بروتينات الدم وهو المسئول عن توسيع الأوعية الدموية فيقوم بسد هذه الأوعية، كما أن الكلى تعمل فوق طاقتها لكي تخلص الدم من الجلوكوز الزائد، وهذا يؤدي لتضخم الأنابيب الشعرية بها والتي يمر منها الدم ليتم ترشيحه وتخليصه من الجلوكوز الزائد ليفرز في البول، كما أن إرتفاع ضغط الدم يزيد من العبء على هذه الأنابيب الشعرية، وبعد مرور 18 عاما مع إهمال خفض الجلوكوز تفقد الكلى 80% من وحدات الترشيح والتي تصل لنصف مليون وحدة في كل كلية فيصاب المريض بالفشل الكلوي.
يجب على مرضى السكري من النوع الأول قياس كمية البروتينات والكرياتينين في البول وذلك بعد تشخيص السكري لديهم بأربع سنوات، أما مرضى النوع الثاني فيتم هذا الإجراء مباشرة بعد تشخيص السكري لديهم، وبعد ذلك يتم هذا الإختبار لجميع المرضى سنويا. فإذا كانت النتائج تدل على إرتفاع مستوى البروتينات والكرياتينين فهذا علامة على حدوث تدهور في الكلى فيجب عندئذ البدء في خفض جلوكوز الدم للمستوى الطبيعي، وتقليل إستهلاك البروتينات والدهون الحيوانية للحد من الكوليسترول، وخفض ضغط الدم عن طريق التقليل من تناول ملح الطعام وإنقاص الوزن وممارسة الرياضة.
ويوجد حاليا نوعان من العلاجات الدوائية وهي مجموعة (مانعات ACE) ومجموعة (مانعات ARB) وهي ذات مفعول وقائي يمنع تدهور الكلى كما أنها تخفض من ضغط الدم مما يحول دون تدمير الكلى في مرضى السكر. وينصح بعض الأطباء بتناول هذه العلاجات كإجراء وقائي لجميع مرضى السكر، أما البعض الآخر فيفضل عدم تناولها إلا بعد ظهور نسب عالية من البروتينات والكرياتينين في بول المرضى كعلامة على تدهور الكلى.
لا يحدث الفشل الكلوي في مرضى السكري إلا بعد مرور أكثر من 18 عاما من الإهمال المستمر في تقليل الجلوكوز والكوليسترول في الدم مع وجود ضغط دم مرتفع لدى هؤلاء المرضى. وبعد حدوث الفشل الكلوي يجب إجراء الغسيل الكلوي للمريض حيث يمرر دم المريض في جهاز يرشحه من النفايات ثم يعاد ضخ الدم مرة أخرى لجسم المريض، ويتم ذلك 3 مرات أسبوعيا في المستشفى، ويمكن الإستغناء عن الغسيل الكلوي عن طريق إجراء عملية زرع كلى، ويفضل أن تكون الكلية من متبرع حي وذا قرابة للمريض حتى تقل إحتمالات رفض جسم المريض للكلية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق