الاثنين، 27 سبتمبر 2010

مضاعفات مرض السكر - أمراض الأعصاب وأعراضها وأسبابها وكيفية الوقاية منها وعلاجها



أكثر من ثلثي مرضى السكري يعانون من تدمير للأعصاب يتفاوت في شدته من مريض لآخر، ولكن هذه المضاعفات لا تحدث إلا مع إهمال ضبط مستوى سكر الدم لمدة لا تقل عن 10 سنوات، وذلك لأن تدمير الأعصاب يحدث تدريجيا بفقدان المريض للإحساس وخاصة في أعصابه الطرفية في الأيدي والقدمين لكن بعضها يظهر فجأة عند حدوث عطب لبعض الألياف العصبية الإرادية المتحكمة في عضلة معينة فيفقد المريض القدرة على تحريكها، أو تصاب الأعصاب اللاإرادية المتحكمة في الهضم مما يؤخر حركة الطعام في جسم المريض.

تختلف أعراض تدمير الأعصاب بإختلاف نوع هذه الأعصاب، فالأعصاب الطرفية عند تأثرها بالسكري تشعر المريض بالخدر والتنميل وفقدان الإحساس بأطرافه، وقد يشعر المريض بالدوار عند وقوفه فجأة لأن أعصاب القلب لا تتجاوب بالسرعة الكافية مع النشاط العضلي فلا يضخ القلب القدر الكافي من الدم اللازم للحركة، وعند حدوث خلل في جذور الإعصاب في مناطق إتصالها بالعمود الفقري يشعر المريض بإلم شديد في أحد جانبي صدره أو بطنه، وقد تصاب الأعصاب التي تنبه المريض بإمتلاء مثانته فيتسبب ذلك في ركود البول في المثانة وحدوث إصابات جرثومية بها.

حتى الآن لم يتوصل العلماء والباحثين تحديدا للكيفية التي تحدث بها أمراض الأعصاب بسبب إرتفاع جلوكوز الدم، والسبب وراء ذلك أن الجلوكوز عند زيادته عن الحد الآمن في جسم المريض يسبب آثارا عديدة مدمرة أهمها أنه يحدث إختلالا وقصورا في حركة الدم وخاصة داخل الأوعية الدموية الدقيقة، كما أنه يحد من فاعلية خلايا الدم المختلفة مثل الخلايا الحمراء والبيضاء، وبذلك لايصل القدر الكافي من الأكسجين للأعصاب، ويرجح بعض العلماء أن الجلوكوز الزائد له تأثير مباشر على الأعصاب لأنه يتفاعل مع خلايا وبروتينات الدم مكونا مركبات كيماوية غريبة عن الجسم تتسبب في تدمير الألياف العصبية.

يجب الحرص على الوقاية من مضاعفات السكري المتعلقة بالأعصاب، لأن بعضها قد يسبب حدوث حالة القدم السكرية التي إذا أهمل علاجها فإنها تتطلب عملية البتر، وفي بعض الأحيان قد تتسبب إصابة أعصاب القلب في موت المريض، والوقاية من كل ذلك ليس بالأمر الصعب لأن هذه المضاعفات تستلزم سنوات طويلة لكي تحدث، كما أن منعها لا يتطلب سوى الحفاظ على جلوكوز الدم في الحدود الآمنة بالإضافة إلى اللجوء للطبيب المختص عند حدوث أي أعراض أولية مثل فقدان الشعور بالحرارة في الجلد، أو نقص الإحساس بالقدم أو أصابع اليدين، أو الإصابة بالإسهال أو الإمساك نتيجة لحدوث خلل في أعصاب الأمعاء.

لا يوجد علاج لبعض أمراض الأعصاب التي تصيب مرضى السكري ولحسن الحظ فإنها تشفى ذاتيا بدون تدخل طبي وقد يستغرق الأمر بضعة شهور أو مايقارب العام حتى تختفي هذه الأعراض كما توجد علاجات مختلفة لكل نوع من الحالات الأخرى السابق ذكرها، يأتي على رأسها إستخدام العلاجات الدوائية، كعلاج تأخر وبطء عملية الهضم، وإعطاء المريض أحد مضادات الأكسدة (ألفا ليبويك أسيد) الذي يقلل من شعور المريض بالتنميل في أطرافه، ويتم تدريب المريض على إفراغ مثانته كل 3 ساعات، وقياس نبض قلبه عند القيام بمجهود عضلي، كما يجب عليه فحص قدميه يوميا للتأكد من خلوها من الإصابات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق