الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

الهايبوجلايسميا - أعراض وأسباب الإنخفاض الشديد في مستوى جلوكوز الدم وعلاجه



تعتبر الهايبوجلايسميا (Hypoglycemia) أحد أخطر الأعراض الجانبية المصاحبة للعلاج بالإنسولين وغيره من العلاجات الدوائية المحفزة لإفراز الإنسولين، والهايبوجلايسميا تحدث كإنخفاض شديد في سكر الدم وتنتشر بين الأفراد المصابين بالنوع الأول من السكري أكثر من المصابين بالنوع الثاني، كما أنها أكثر إنتشارا بين مريضات السكري أثناء الحمل، كما يتعرض المسنين المصابين بالمرض للهايبوجلايسميا أكثر من الأقل عمرا، وهي تختلف حسب درجة حدوثها، فمنها الحالات البسيطة والتي يصل فيها مستوى سكر الدم إلى 70 مليجرام لكل ديسيليتر، أما الحالات الخطيرة فقد تنخفض هذه النسبة حتى 45 مليجرام لكل ديسيليتر.

تختلف أعراض الهايبوجلايسميا أو إنخفاض جلوكوز الدم بإختلاف المريض وحسب حالته الصحية، وهذه الأعراض متعددة وكثيرة فلا يمكن أن تظهر جميعها على المريض، تبدأ هذه الأعراض بصورة خفيفة على هيئة الشعور بالجوع والعصبية الشديدة مع ظهور عرق غزير وقشعريرة وإرتعاش مع تسارع ضربات القلب وتتوقف كل هذه الإعراض مع إعطاء المريض العلاج المناسب، فإن لم يحدث ذلك تبدأ الأعراض في التفاقم مما يؤدي لفقدان المريض لتركيزه فتتأثر حواس السمع والبصر لديه، مما يفقده الإحساس بالزمان والمكان والإتجاهات، ويبدأ في الهذيان وقد يفقد الوعي في النهاية.

يحدث الإنخفاض الشديد في جلوكوز الدم لعدة أسباب مختلفة، أهمها مبالغة المريض في الحفاظ على مستوى منخفض بشدة لجلوكوز الدم خوفا من مضاعفات مرض السكري، وتصاب الحوامل بالهايبوجلايسميا بنفس الطريقة بسبب الخوف على الجنين، وقد يحدث ذلك أيضا نتيجة حقن المريض لنفسه بالإنسولين سريع المفعول بدلا من النوع طويل المفعول عن طريق الخطأ مما يخفض سكر الدم بطريقة مفاجئة، وتعتبر التمرينات الرياضية العنيفة والتي تخفض من جلوكوز الدم أحد أسباب هذه الحالة، كما من الممكن أن يفوت المريض إحدى وجباته الغذائية بالرغم من تعاطيه الإنسولين مما يجعله عرضة لإنخفاض شديد في جلوكوز الدم.

للوقاية من الهايبوجلايسميا يجب على المريض أن يداوم على قياس سكر الدم بمقياس الجلوكوز وخاصة عند شعوره ببداية الأعراض السابق ذكرها، وقد لا تظهر هذه الأعراض في كثير من المرضى وخاصة في المصابين بالسكري لسنوات طويلة مما يؤدي لتعود الجسم على الهايبوجلايسميا، ولذلك يجب قياس الجلوكوز قبل وبعد ممارسة التمارين الرياضية وخاصة العنيفة منها، وقبل النوم وبين الفترات الطويلة وبين وجبات الطعام فإذا كان القياس أقل من 100 مليجرام لكل ديسيليتر يتم البدء فورا في علاج المريض.

يتم علاج الحالات الخفيفة من الهايبوجلايسميا بواسطة تناول المريض لما يقرب من 16 مليجرام من الجلوكوز على هيئة 4 أقراص، كما يمكن الحصول على نفس كمية الجلوكوز من تناول ملعقتي سكر عادي أو ملعقتي عسل نحل، أو شرب كوب (225 جرام) من اللبن، وبعد تناول المريض للعلاج بثلث ساعة يتم قياس سكر الدم، فإذا لم يصل للمستوى الطبيعي يتم تكرار إعطاؤه نفس كمية العلاج فإذا لم ينجح ذلك يتم نقله للمستشفى، أما في الحالات الشديدة من الهايبوجلايسميا فيكون المريض فاقدا للوعى مما يتطلب مساعدته بحقنه بالجلوكاجون وهو هورمون يخفض من الإنسولين ويرفع مستوى جلوكوز الدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق