الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

مضاعفات مرض السكري - القدم السكرية وأنواعها وأسباب حدوثها وطرق الوقاية والعلاج



تعتبر القدم السكرية أحد أخطر مضاعفات مرض السكري لأنها في كثير من الأحيان تستلزم بتر بعض أو كل أصابع الأقدام وفي الحالات الأكثر خطورة قد يحدث بتر لكامل القدم أو الساق أسفل الركبة وذلك للحفاظ على حياة المريض، ويمثل مرضى السكري أكثر من نصف حالات البتر في الإجمال، وبالرغم من ذلك فإن اللجوء لإجراء البتر قد تراجع في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ مع التقدم الطبي وإنتشار الوعي الصحي لدى المرضى بخطورة مضاعفات مرض السكر، ووجود أطباء أخصائيين في علاج أمراض الأقدام وجراحتها.

الأعراض المرضية للقدم السكرية تصنف إلى نوعين؛ النوع الأول يبدأ على هيئة قطع أو جرح أو أية قروح أو بثور محدودة قد تصاب بها قدم المريض تتطور إلى تقيحات والتي تتدهور بشكل سريع مع إهمال علاجها كي تشكل قرحة عميقة قد تتعدى الجلد وأنسجة القدم لتصل إلى العظام مما يستلزم البتر، أما النوع الثاني فيظهر بصورة ترقق في عظام القدم والكعب وحدوث تشوه بها نتيجة ضعف وتدهور عضلات القدم، فتفقد القدم شكلها الطبيعي وتتفاقم الحالة مع إستمرار المريض في الإعتماد على قدميه ممايزيد التشوهات الحادثة بها.

الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالقدم السكرية متعددة، أهمها عدم ضبط مستوى جلوكوز الدم لسنوات طويلة مع إرتفاع نسبة الهيموجلوبين المرتبط بسكر الدم أو مايسمي بـ (HbA1c) عن 7%، وجلوكوز الدم المرتفع يؤثر على وظائف الأعصاب وخاصة الطرفية منها كأعصاب القدم والساق ويقلل من تدفق الدم المغذي لها، مما يفقد المريض بصورة تدريجية إحساسه بأقدامه، فلا يشعر بأي إصابة في قدمه ممايؤدي للتداعيات السابق ذكرها، وسكر الدم المرتفع يساهم في تقليل مناعة الجسم للبكتيريا بالإضافة إلى أنه يوفر بيئة ملائمة لتكاثر الجراثيم التي تفاقم من تقيحات القدم المصابة.

يسهل الوقاية من الإصابة بالقدم السكرية، وهذا لأن الإصابة لا تحدث إلا بعد تشخيص السكري بسنوات طويلة قد تصل إلى 8 سنوات، يمكن أثناءها خفض مستوى الجلوكوز لنسبة أقل من 7% مما يمنع آثاره المدمرة على الأقدام، كما يجب زيادة تدفق الدم للقدمين عن طريق الإقلاع عن التدخين وتقليل نسبة الكوليسترول، ويستحسن إستخدام أحذية طبية لحماية الأقدام ،ويجب على المريض أن يتفحص أقدامه يوميا فإذا إكتشف أية إصابة بها فعليه اللجوء لأخصائي علاج الأقدام في نفس اليوم، ويجرى سنويا إختبار لقياس ضغط الدم في الأقدام ومقارنته بمثيله في الذراعين للتأكد من تدفق الدم بشكل طبيعي في القدمين.

يتم علاج حالة القدم السكرية من خلال طرق عديدة من أهمها إعطاء المريض مضادات الأكسدة مثل (ألفا ليوبيك أسيد) والذي يوقف التدهور الناشئ في الألياف العصبية، وفي كثير من الأحيان يتم اللجوء للجراحة حيث يتم توسيع مسارات الأعصاب من خلال تقليل ضغط العضلات والعظام المحيطة بها، وبذلك يستعيد المريض إحساسه بقدميه بشكل طبيعي، كما يتم توسيع الشرايين والأوردة المغذية للساق والقدم عن طريق تركيب دعامات داخلية، وذلك لضمان تدفق الدم إليها بشكل طبيعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق