الأربعاء، 15 سبتمبر 2010
سكر الحمل - ماهي أسبابه ومخاطره وطرق الوقاية منه وعلاجه
يعتبر سكر الحمل ثالث أنواع مرض السكري وهو أقل ضررا من النوعين الأول والثاني، بسبب قصر مدة الإصابة به وشفاء الأم الحامل منه سريعا بعد عملية الوضع. ومن الناحية الإحصائية لاتتجاوز نسبة النساء الحوامل اللاتي يصبن بهذا المرض 5%، وسكر الحمل يشبه مرض السكري من النوع الثاني في الأسباب والأعراض وطرق الوقاية والعلاج وهو يختلف كثيرا عن النوع الأول. وهذا المرض لايصيب إلا الحوامل الخاليات من مرض السكر وهو يحدث بعد الشهور الأربعة الأولى من الحمل وبعد إكتمال أغلب أعضاء الجنين مما يمنع إصابته بتشوهات خلقية.
أسباب سكر الحمل متعددة ولكن أهمها هي الأسباب الوراثية كوجود أقارب للمرأة الحامل مصابين بالنوع الثاني من مرض السكر، ويزداد إحتمال الإصابة بالمرض إذا كانت المرأة المقدمة على الحمل مصابة بالسمنة أو كانت أكبر من 24 عاما عند الحمل، مع قلة نشاطها العضلي. وتتكرر الإصابة بهذا المرض مع تزايد مرات الإنجاب، كما أنه ينتشر بين النساء ذوات البشرة السمراء، ويبدأ هذا المرض في الظهور بسبب إفراز هورمونات من المشيمة تؤدي لمقاومة جسم المريضة للإنسولين، مما يؤدي لتراكم الجلوكوز وإرتفاع نسبته في الدم مع تناقصه داخل خلايا الجسم.
يؤدي تراكم الجلوكوز في دم المريضة إلى حدوث مضاعفات تتمثل في إضعاف البصر لديها، وحدوث تأثيرات سلبية على الكلى والأعصاب والقلب، وبسبب عجز الأنسولين عن إدخال الجلوكوز داخل خلايا الجسم تشعر المريضة بالإجهاد المستمر. وينتقل الجلوكوز المتراكم في دم الأم من خلال المشيمة إلى دم الجنين مما يزيد إفراز الجنين للإنسولين والذي يحول الجلوكوز لدهون تتكون حول جسم الجنين، وهذا يجعل وزن المولود يتجاوز 4 كيلجرامات بالرغم من عدم إكتمال نموه، وبسبب زيادة حجمه ووزنه قد يؤدي للولادة المبكرة، أو إلى ضرورة اللجوء للولادة القيصرية.
من الضروري وقاية الأم من مرض سكر الحمل، وذلك لأن أكثر من نصف الحوامل اللائي عانين منه يصبن بالسكري من النوع الثاني خلال بضعة سنوات، كما أن المولود معرض للإصابة بالسمنة أو بمرض السكري خلال مراحل نموه بدرجة أكبر من غيره، ولكن كل ذلك لايمنع أن الوقاية من هذه التداعيات ممكنة بل ويسهل إنجازها عن طريق التبكير في الحمل قبل الوصول لسن 24 عاما، ويجب قبل الحمل تعديل طرق التغذية لدى الأم بواسطة متخصصين في التغذية، وخفض الوزن بطريقة مستمرة حتى الوصول للوزن الطبيعي بممارسة الرياضات الخفيفة مثل المشي.
يجب على المرأة الحامل إذا كان أحد أبويها أو أخوتها مصاب بالنوع الثاني من السكري إجراء إختبار مستوى الجلوكوز في الدم مع بداية النصف الثاني من الحمل. فإذا تعدت نسبة السكر بعد ساعة من تناول الأم للجلوكوز 135 ميلجرام لكل ديسليتر فمن المرجح إصابتها بسكر الحمل، وبعد التأكد من التشخيص يجب إجراء تعديلات في تغذية الأم مع ممارسة الرياضة حتى يتم خفض جلوكوز الدم، فإن لم تنجح هذه التعديلات وأستمرت نسبة الجلوكوز مرتفعة فيتم الحقن بالإنسولين مع قياس الجلوكوز يوميا وفي أغلب الحالات يتم الشفاء من المرض بعد الولادة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق