الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

الرضاعة من الثدي



اختيار الرضاعة الطبيعية يعتبر من الأشياء التي ترجع إلى الأم. كما أن ذلك الاختيار يعتمد كثيرا على آراء الصديقات وعلى رأي أسرتها.

الكثير من أخصائيات الرضاعة، بالإضافة إلى الجهات الطبية المختصة في تغذية ورضاعة الأطفال، ينصحون بالاعتماد على الرضاعة من الثدي بدون أية أغذية أخرى حيث لا يمكن للرضيع أن يتناول الحليب الصناعي أو العصير أو اللبن لمدة ستة أشهر. أما في الستة أشهر التالية وبالإضافة إلى لبن الصدر يجوز أيضا أن يتناول الرضيع الأطعمة الصلبة ومنها الخضروات المهروسة والحبوب والفواكه والأغذية البروتينية.

ولكن كل أم ومولودها يختلفان عن غيرهم، وبذلك فإن اختيار الرضاعة الطبيعة بدون أغذية أخرى يعتبر أمرا يرجع إلى الأم. في السطور التالية سيتم إلقاء الضوء على فوائد رضاعة الصدر مما يساعد الأمهات على اختيار طريقة إرضاع أطفالهن.

فوائد رضاعة الثدي

رضاعة الثدي توفر المغذيات المثالية للرضيع. حيث أنها تحتوي تقريبا على النسب المثلى من المغذيات ومنها البروتين والدهون وكل الأشياء الأخرى التي يحتاجها المولود كي ينمو. وكل هذه المغذيات متوفرة بشكل يسهل هضمه مقارنة بهضم الحليب الصناعي. رضاعة الثدي توفر الأجسام المضادة التي تساعد الرضيع على التخلص من الفيروسات والبكتيريا. رضاعة الصدر تقلل أيضا من احتمال إصابة المولود بالربو أو الحساسية. بالإضافة إلى أن الأطفال الذين لا يعتمدون في تغذيتهم إلا على رضاعة الثدي بدون حليب صناعي في الستة شهور الأولى، لا تحدث لديهم التهابات في الأذن ولا أمراض في الجهاز التنفسي أو الإسهال. كما أن هؤلاء الرضع تقل حاجتهم للذهاب إلى المستشفى أو عيادة طبيبة الأطفال.

الرضاعة من الثدي لها تأثير في زيادة معدلات ذكاء الطفل في الفترات التالية من العمر حسبما ورد في بعض الدراسات البحثية. كما إن تلامس بشرة الرضيع مع بشرة الأم بالإضافة إلى الاتصال البصري كلها تساعد على تقوية الروابط بينهما مما يشعر الأم والرضيع بالراحة والاسترخاء. الأطفال الذين يعتمدون على رضاعة الثدي هم الذين يمتازون بأوزان مثالية مع نموهم ولن يعانوا من زيادة الوزن في طفولتهم. الرضاعة الطبيعية لها دور كبير في منع اختناق الرضيع وهو نائم. من المعتقد أن الرضاعة من الثدي تقلل من احتمالات الإصابة بمرض السكري والسمنة المفرطة وبعض أنواع السرطان، ولكن بعض الأبحاث مطلوبة للتأكد من تلك الافتراضات.

فوائد رضاعة الثدي للأم

الرضاعة من الثدي تحرق الكثير من السعرات الحرارية الزائدة، وبذلك فإنها يمكن أن تساعد على التخلص من زيادة الوزن بعد الحمل بشكل سريع. الرضاعة الطبيعية تحفز إفراز هرمون الأوكسيتوسين، والذي يساعد الرحم على الرجوع إلى حجمه الطبيعي قبل حدوث الحمل وربما تقلل أيضا من نزيف الرحم بعد الولادة في فترة النفاس. الرضاعة من الثدي يمكن أيضا أن تقلل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي والمبيض. كما أنها من الممكن أن تقلل من احتمالية حدوث هشاشة العظام.

بما أن الرضاعة الطبيعية توفر على الأم شراء وقياس ومعايرة اللبن الصناعي، ولا تحتاج أيضا إلى تعقيم زجاجات الرضاعة وتدفئة الماء. فإن ذلك سوف يوفر الوقت والنقود.كما أن الإرضاع من الصدر سوف يعطي الأم وقتا للاسترخاء والهدوء مع المولود الجديد مما يقوي الروابط الاجتماعية بينهما.

زيادة حليب الام بعد الولادة

في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، فإن الثديين يبدآن في إفراز حليب السرسوب في البداية. لبن السرسوب يعتبر كثيفا وأصفر اللون ولا ينزل إلا بكميات قليلة، ولكنه يكون كافيا حتى يحصل المولود على حاجته منه. السرسوب يساعد على نمو الجهاز الهضمي للمولود كما أن يجعله مستعدا لهضم حليب الثدي.

معظم المواليد يفقدون القليل من أوزانهم في الأيام الثلاثة أو الخمسة الأولى التالية للولادة. وهذا النقص لا يحدث بسبب رضاعة الثدي.

طالما أن المولود يحتاج إلى المزيد من اللبن ويرضع بشكل متزايد، فإن الصدر سوف يستجيب عن طريق إفراز المزيد من الحليب. خبيرات الرضاعة ينصحن بالرضاعة الطبيعية بدون أغذية أخرى مثل الحليب الصناعي أو العصائر أو حتى الماء خلال الستة شهور الأولى. إن تغذى الرضيع على اللبن الصناعي، فإن الثدي ربما يفرز كمية أقل من اللبن.

حتى وإن كانت الرضاعة من الثديين لن تستمر في الشهور الستة الأولى، فإنه من الأفضل الاستمرار بها لأطول فترة ممكنة وهذا أفضل من عدم حصول الرضيع على حليب الأم. يمكن إضافة الأغذية الأخرى بعد الستة أشهر الأولى ولكن يجب الاستمرار في رضاعة الصدر حتى لا ينقطع الحليب من الأم.

افضل وضع للرضاعة الطبيعية

الوضع الأفضل للأم هو الوضع الذي يجعل كل من الأم والرضيع يشعران بالراحة والاسترخاء، كما أنها يجب أن لا تعاني لكي تظل في مكانها وتستمر في الإرضاع. هنا بعض الأوضاع المعتادة لرضاعة الثدي:

ارضاع الطفل وهو راقد: قومي بجعل جانب رأس الرضيع في منطقة انحناء الذراع على أن يكون جسم الرضيع مواجها لك. وضع بطن الطفل أمام جسم الأم سوف يشعرها بأنها تحمله بإحكام. أما بالنسبة للذراع الثاني فيمكن أن يحيط ويسند رأس ورقبة الطفل. أو يمكن أن يمر ما بين ساقيه من أجل سند أسفل ظهره.

ارضاع الطفل وهو راقد تحت الذراع: يوضع ظهر الطفل على الساعد وهو الجزء الأمامي من الذراع، ويجب أيضا سند رأسه ورقبته بكف اليد. وهذا الوضع يكون جيدا للمولود الجديد. وهو أيضا من الأوضاع المناسبة إن كانت الولادة قد تمت بالطريقة القيصرية وكانت الأم في حاجة لأن تتجنب حدوث ضغوط على منطقة البطن.

ارضاع الطفل والام نائمة: هذا الوضع يعتبر مناسبا للرضاعة من الثدي ليلا في الفراش. الاستلقاء على الجنب يكون مناسبا إن كانت الولادة تمت عن طريق قص العجان، ويحدث ذلك عندما يحدث قطع من أجل توسيع فتحة الولادة. يجب أن توضع بعض الوسائد تحت رأس المرضع أثناء الإرضاع بهذه الطريقة. ينبغي أن يكون جسم الرضيع قريبا من الأم ويتم استخدام اليد الأخرى لرفع الصدر حتى يستطيع الرضيع التعلق به. بمجرد أن يبدأ المولود في الرضاعة يمكن للأم أن تسند رأسه ورقبته بيدها حتى يشعر بالراحة وحتى يسهل عليه إتمام الرضاعة.