الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

الرضاعة



الرضاعة الطبيعة تعني الرضاعة من الصدر، وهي طريقة لتغذية المولود أو حتى الأطفال الصغار بحليب الأم المرضعة من الثدي. الأخصائيات ينصحن بأن تبدأ الرضاعة الطبيعية أثناء الساعة الأولى بعد ولادة الطفل وتستمر إلى الوقت الذي يحتاج فيه الطفل إلى حليب الأم. أثناء الأسابيع القليلة الأولى من حياة المواليد فإن الرضاعة، على وجه التقريب، يجب أن تتم كل ساعتين أو ثلاثة ساعات ومدة الرضاعة عادة ما تكون ما بين عشرة دقائق إلى ربع ساعة على كلا جانبي الصدر. الأطفال الأكبر سنا عادة ما يرضعون بكميات أقل. الأمهات يمكنهن استخدام مضخة الصدر بحيث يكون في الإمكان استخدام الحليب عندما لا تكون رضاعة الصدر ممكنة. رضاعة الثدي لها العديد من الفوائد للأم وللرضيع وهي فوائد لا توجد في الحليب الصناعي.

يمكن منع الكثير من الأمراض التي تؤدي لوفاة الكثير من الأطفال سنويا عن طريق زيادة الرضاعة الطبيعية. الرضاعة يمكن أن تقلل من احتمال حدوث التهابات الجهاز التنفسي والإسهال، وهذا باختلاف درجات الحرارة أو الطقس. من الفوائد الأخرى تقليل احتمالات الإصابة بالربو وحساسية الغذاء والنوع الأول من مرض السكري وسرطان الدم. الرضاعة الطبيعية يمكنها أيضا أن تحسن من نمو الإدراك والذكاء كما أنها من الممكن أن تقلل من السمنة في مرحلة المراهقة. الأمهات ربما يشعرن بالتعب من الرضاعة الطبيعية، ولكن نمو الأطفال في قليل من الأحيان لا يتأثر إن كانت الظروف لا تسمح إلا بالتغذية عن طريق الحليب الصناعي.

الفوائد التي تعود على الأم من رضاعة الصدر تتضمن تقليل النزيف أو النفاس بعد الولادة، بالإضافة إلى انكماش الرحم بصورة أفضل، وتقليل احتمال المعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة. الرضاعة الطبيعية يمكن أن تؤخر رجوع الدورة والتبويض، وهذا ما يسمى بانقطاع الدورة مع الرضاعة الطبيعية. الفوائد على المدى الطويل منها انخفاض احتمال الإصابة بسرطان الثدي وأمراض الأوعية الدموية، ومرض الروماتويد. الرضاعة الطبيعية أقل تكلفة من الرضاعة بواسطة الحليب الصناعي.

الجهات الصحية تنصح بالرضاعة الطبيعية بدون أغذية أخرى لمدة ستة أشهر على الأقل. وهذا يعني أنه يجب أن لا يتناول المولود أية أغذية أو مشروبات أخرى إلا فيتامين د والذي يؤخذه الرضيع على جميع الأحوال. بعد أن يتم إدخال الأغذية الأخرى بعد ستة شهور، فإن الكثير من التوصيات تتضمن الاستمرار في رضاعة الصدر حتى يتم الرضيع العام على الأقل أو العامين. وبشكل عام فإن ما يقارب الأربعين في المئة من الأطفال لا يتغذون إلا على لبن الأم في الستة شهور الأولى من حياتهم، وفي بعض الأمهات اللائي يعملن خارج المنزل فإن ثلاثة أرباعهن يبدأن رضاعة الصدر بعد الولادة ولا يستمر منهن إلا ما يقل عن خمسة عشرة بالمئة حتى يبلغ الرضيع الستة أشهر الأولى من عمره. الأمراض التي لا تسمح بالرضاعة الطبيعية نادرة. بعض الأمهات ممن يأخذن أنواع معينة من الأدوية يجب أن لا يرضعن أطفالهن، الدخان السلبي وبعض المشروبات مثل القهوة ليست أسبابا كافية لتجنب الرضاعة الطبيعية.

هرمونات الرضاعة

التغيرات المبكرة في الحمل تجعل الصدر يستعد للرضاعة. قبل الحمل فإن الصدر يحتوي على الكثير من الدهون على شكل أنسجة، ولكن تحت تأثير هرمونات مثل الاستروجين والبروجسترون والبرولاكتين وغيرها من الهرمونات فإن الصدر يبدأ في الاستعداد لإفراز الحليب حتى يرضع المولود. تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى الصدر. الصبغات الموجودة في الحلمات وهالة الصدر تبدأ في التزايد. كما أن حجم الثدي يبدأ في النمو، ولكن حجم الصدر لا يعتبر مرتبطا بكمية اللبن التي يمكن للأم أن تفرزها بعد الولادة. قبل أن يبدأ الشهر الرابع من الحمل فإن حليب السرسوب، وهو عبارة عن سائل أصفر كثيف، يبدأ في النزول كما أنه يستمر في النزول في الأيام القليلة الأولى حتى يبدأ الحليب الحقيقي في التدفق بعد ثلاثين أو أربعين ساعة من الولادة. هرمون الاوكسيتوسين يعمل على انقباض العضلات الملساء في الرحم أثناء الولادة وبعد إتمامها، وهذا ما يسمى بالنفاس أو نزول دورة الولادة، أثناء الرضاعة الطبيعية فإن الاوكسيتوسين يعمل أيضا على انقباض العضلات الملساء المحيطة بقنوات الحليب حتي تعتصر أو تضغط على لبن السرسوب وتوصله إلى قنوات اللبن. الأوكسيتوسين ضروري لخروج اللبن من الصدر، وذلك استجابة لقيام المولود بالرضاعة.

حليب الثدي

ليست كل خصائص وفوائد حليب الصدر معروفة حتى الآن، ولكن المحتوى الغذائي بشكل تقريبي متكامل ومتوازن. حليب الصدر مكون من المغذيات الموجودة في دم الأم أو تلك المخزنة في جسمها. وهو متوازن بشكل مثالي ما بين الدهون والسكر والماء والبروتينات والتي يحتاجها المولود لكي ينمو ويتطور. الرضاعة الطبيعية تحفز التفاعلات الحيوية بحيث تسمح للإنزيمات والهرمونات وعوامل النمو والمناعة وغيرها من المواد بالوقاية من الأمراض والالتهابات التي ربما يتعرض لها المولود. لبن الثدي يحتوى على الكثير من جزيئات الأحماض الدهنية غير المشبعة والتي تساعد على نمو شبكية العين ونمو وتطور الأعصاب.

مكونات حليب الثدي تتغير طبقا للمدة التي يستغرقها الرضيع في التغذية في كل مرة من مرات الرضاعة، كما أن ذلك يتوقف على عمر المولود. النوع الأول من الحليب الذي يتم إفرازه أثناء الأيام الأولى بعد الولادة يسمى بلبن السرسوب. هذا اللبن يسهل هضمه على الرغم من أنه مركز مقارنة بلبن الصدر العادي. السرسوب له تأثير ملين مما يساعد الطفل على التبرز للمرة الأولى، وهذا يساعد على التخلص من المادة التي تسبب اليرقان، مما يساهم في الوقاية من يرقان الولادة. كما أن هذا اللبن يساعد على تبطين القناة الهضمية مؤقتا مما يقي المولود من المواد الغريبة أو الضارة، وهو أيضا ربما يساعد على زيادة حساسية الرضيع للأطعمة التي تتناولها الأم. على الرغم من أن المولود كان قد تلقى بعض الأجسام المضادة عبر المشيمة، فإن لبن السرسوب يحتوى على مادة تعتبر جديدة بالنسبة له، وهي الايميونوجلوبيولين وهي تعمل على تقليل الجراثيم التي تصيب الأنسجة المخاطية في الحلق والرئة والأمعاء والتي تعتبر هي الأجزاء المعرضة للميكروبات.

الصدر يبدأ في إفراز اللبن العادي في اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة. وفي بداية الإرضاع فإن الصدر يفرز حليبا خفيفا يحتوي على الكثير من البروتينات والفيتامينات. إن ظل الرضيع مستمرا في الرضاعة فإن الحليب يصبح ذا لون أصفر وله لزوجة أكثر لأنه يحتوي على المزيد من الدهون.