الحمل اثناء الرضاعة

هل يمكن أن يحدث لك الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية؟

في هذا الوقت فإن الدورة لا تنزل، فكيف يمكنك معرفة إن كان الحمل سيحدث أم لا؟

من الأشياء الخاطئة والمنتشرة بين الناس أن الحمل لا يحدث في الوقت الذي تتم فيه الرضاعة الطبيعية، ولكن أحيانا، ما يحدث هو العكس.

إن كنت ترضعين مولودك بطريقة الرضاعة الطبيعية، فإنك ربما تتعرضين لما يسمى بانقطاع الحيض بسبب الإرضاع، والذي يعني أن الدورة لن تنزل لديك لأنك ترضعين الطفل بشكل طبيعي. الجسم يفرز البرولاكتين بما يسمح لك بالإرضاع وهذا الهرمون يمنع إفراز هرمون الاستروجين، وهذا ما يفسر انقطاع الدورة مع الرضاعة.

وفي جميع الأحوال، إن كانت هناك أسبابا للحمل، فإن حدوث الحمل دائما ما يكون محتملا، وهذا الشيء لا تدركه الكثيرات من الأمهات المرضعات. العديد من النساء عندهن اعتقاد بأن الرضاعة الطبيعية سوف تحميهن من حدوث الحمل مرة أخرى، ولكن الأمر ليس دائما بهذا الشكل، لأن المرأة يمكن أن يبدأ التبويض عندها في نفس الوقت الذي تقوم فيه بالرضاعة الطبيعية، ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب الاحساس بالتبويض، وخاصة إن كانت الدورة الشهرية غير طبيعية أو غير منتظمة.

بما أن معظم السيدات يلاحظن الدورة كعلامة شهرية على أنهن غير حوامل، فإن عدم نزول الدورة، أو كانت الدورة غير منتظمة، أو كانت خفيفة للغاية في الوقت الذي تتم فيه الرضاعة الطبيعية، فذلك قد يجعل المرأة تظن خاطئة أن الدورة لم تبدأ بعد. ولكن إن كانت الدورة لديك غير منتظمة أثناء الإرضاع، فإن احتمال حدوث الحمل يظل موجودا. يحدث التبويض أيضا قبل أن تنزل دورة الحيض، وهذا الأمر قد لا تلاحظه بعض النساء المرضعات.

وباختصار، يمكن أن يحدث لك الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية، ومن الهام للغاية أن تعلمي هذه الحقيقة.

ولذلك، كيف يمكنك أن تعرفي إن كان الحمل قد حدث لك؟ توجد القليل من العلامات التي ربما تكون واضحة ومنها عدم حدوث الدورة مع ظهور بعض العلامات، ولكن تحديد هذه الأعراض يصبح أكثر صعوبة مقارنة بظهورها مع عدم الإرضاع. ومن المؤكد أن تكون ملاحظة أعراض الحمل أكثر صعوبة لأن غياب الدورة الشهرية كثيرا ما يحدث مع إرضاع المولود.

وتوجد هنا بعض الأعراض التي يجب النظر إليها بعين الاعتبار:

تعب الحمل

الحمل من الأشياء الصعبة والذي يشكل عبئا على جسم الأم المرضعة، ولكن من الصعب معرفة الفرق بين تعب الحمل وبين التعب الذي يحدث بعد ولادة الطفل الأول، ولذلك فإنه عليك التأكد من أنك لا تشعرين بتعب شديد مع غياب أعراض الحمل الأخرى ليتم التأكد من عدم وجود حمل ثاني.

كثرة التبول في الحمل

تدفق الدم المتزايد إلى الجنين الذي ينمو يؤدي إلى إفراز المزيد من بول الأم عبر الكليتين. ولكن يجب عدم النظر إلى كثرة التبول على أنه العرض الوحيد من أعراض الحمل، حيث أن الرضاعة الطبيعية كثيرا ما تجعل الأم المرضعة تشعر بالعطش وتشرب المزيد من الماء مما يؤدي لكثرة التبول وهذا العطش يحدث بسبب كثرة فقدان السوائل أثناء إرضاع المولود.

غثيان الحمل

عندما يحدث لك الحمل أثناء الإرضاع، فإن الجسم سوف يتعرض لزيادة كبيرة ومفاجئة في هرمون الحمل. وهذا الهرمون من الممكن أن يجعلك تشعرين بالغثيان الشديد.

ينبغي على الأم أن تعرف السبب في تأخر الدورة، وخاصة إن لم تكن أعراض الحمل الأخرى موجودة أو واضحة.

الم الثدي في الحمل

التغيرات الهرمونية الكبيرة التي تحدث مع هرموني الاستروجين والبروجسترون يمكن أن تسبب ليونة الثدي. ولكن هذه العرض يمكن أن يتشابه مع الأعراض التي تصاحب إرضاع المولود من الثدي.

ولحسن الحظ، توجد هناك الكثير من طرق منع الحمل التي يمكن الأخذ بها كموانع لا تضر المولود أثناء رضاعته من الثدي، ومنها العازل، واللولب وحبوب منع الحمل التي تصلح مع الرضاعة أو حقنة منع الحمل. العازل الأنثوي وهو حاجز يوضع على عنق الرحم بالإضافة إلى زرع كبسولة البروجسترون في الذراع ومن أنواعها (نكسبلانون)، يمكن أيضا أن تكون من الأساليب الفعالة لمنع الحمل أثناء الرضاعة.

بينما يمكنك أن تحملي أثناء الرضاعة الطبيعية، يجب عليك أن لا تخافي بشدة من حدوث الحمل المتقارب، وبدلا من ذلك يلزم أخذ موانع الحمل. ليس هناك احتمال كبير لحدوث الحمل سريعا بعد الولادة، على الرغم من حدوثه في أحيان نادرة، إن كانت أسباب الحمل موجودة أثناء الإرضاع من الصدر، فإنه من الهام الاستعانة بمانع للحمل.