السبت، 26 فبراير 2011

اخطار سكر الحمل على الحامل والجنين - وكيفية تجنبها



تتنوع اخطار سكر الحمل على الحامل والجنين، والسبب الأهم وراء حدوث هذه المخاطر هو إرتفاع سكر الدم في جسم الأم أثناء الحمل. وتتزايد هذه الأخطار بشكل كبير إن كانت الأم مصابة بالنوع الأول أو الثاني من السكري قبل الحمل حيث أنها قد تصل لحدوث تشوهات خلقية في الجنين مالم يتم خفض جلوكوز الدم.

تتعرض الحامل المصابة بالنوع الأول من السكري لحالة تحمض الدم وذلك عند نسيانها لأخذ إبرة الانسولين في ميعادها المحدد وقد تصاحب هذه الحالة في الحوامل إنخفاض جلوكوز الدم. وتؤدي الزيادة الخطيرة في الكيتون في دم الحامل إلى خطر كبير يهدد حياة الجنين.

ومن المخاطر الأخرى والتي تحدث مع إهمال خفض جلوكوز الدم أثناء الحمل موت الجنين وهذا يحدث بنسبة 7% في كل الحوامل المصابات بالنوع الأول أو الثاني من السكري. ولأن إرتفاع جلوكوز الدم يكون في الشهور الأولى من الحمل في النوع الأول أو الثاني من السكري فإن تشوه الأجنة يحدث كثيرا عند حدوث إرتفاع مستمر في جلوكوز الدم يتجاوز نسبة 175 مليجرام/ ديسيلتر.

ويحدث التشوه في الجنين في القلب وفي الجهاز العصبي والعظام. سكر الحمل وهو يختلف بشكل كبير عن مرض السكر من النوع الأول أو الثاني الموجود في الحامل قبل الحمل، حيث أن سكر الحمل لا يظهر في أكثر الأحيان إلا في شهور الحمل الثلاثة الأخيرة وهذا يمنع حدوث تشوه أو موت الأجنة حيث أنه في هذه المرحلة تكون جميع أعضاء وأجهزة الجنين قد تكونت.

أهم اخطار سكر الحمل على الحامل والجنين هو حدوث زيادة في تكون الدهون المحيطة بجسد وكتفي الجنين قبل الولادة. وبالرغم من زيادة حجم ووزن الجنين إلا أن الكبد والرئتين تكون غير مكتملة النمو وذلك لأن زيادة حجم الجنين تكون على هيئة دهون. وهذه الدهون تتكون بسبب زيادة نسبة الجلوكوز التي تمر لجسم الجنين من خلال المشيمة من جسم الحامل. ولمواجهة زيادة الجلوكوز الواصل لجسم الجنين فإن البنكرياس الخاص به يقوم بتخزينه على هيئة دهون عن طريق إفراز المزيد من الانسولين. وهذا يسبب إنهاكا للبنكرياس مما قد يصيب المولود في طفولته أو شبابه بالنوع الثاني من السكري.

قد يحدث عكس ما سبق في المصابات بالسكري قبل الحمل، حيث أن المولود قد يكون ضئيل الحجم، وبسبب زيادة حجم ووزن المولود عند الإصابة بسكر الحمل فإن الولادة الطبيعية تصبح متعذرة ويتم عندئذ اللجوء للولادة القيصرية. كما ان الولادة المبكرة قد تحدث أيضا بسبب ضخامة الجنين، ونقص نمو الرئتين والكبد في هذه المرحلة قد يتطلب وضع المولود تحت التنفس الصناعي عند حدوث ضيق في التنفس، كما الكبد الغير مكتمل النمو لا يستطيع التخلص من مخلفات تكسر كريات الدم الحمراء فيحدث اليرقان وهو إصفرار في جلد وعيون المولود.

مخاطر سكر الحمل على الحامل تتركز في العبء الضخم على البنكرياس الخاص بها حيث أنه في الثلاثة أشهر الأخيرة يفرز أضعاف ما يستطيع من الانسولين حتى يخلص الدم من الجلوكوز الزائد، وبعد مضي سنوات ومع تكرر الحمل فإن البنكرياس قد يتوقف نهائيا عن إفراز الانسولين مما يؤدي لإصابة الأم بالنوع الثاني من السكري. ويمكن تجنب جميع المخاطر السابقة بواسطة إنقاص الوزن قبل الحمل، وتجنب زيادات كبيرة في الوزن أثناء الحمل ويمكن إنجاز ذلك بالإلتزام ببرنامج غذائي طبي وممارسة الرياضة. ويجب قياس جلوكوز الدم بعد تناول الطعام بساعة بحيث يجب أن لا تتجاوز نسبته 175 مليجرام/ ديسيلتر، ومن ناحية أخرى فإن نسبة جلوكوز الدم التي تنخفض عن 75 مليجرام/ ديسيلتر تشكل خطرا كبيرا على الحامل والجنين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق