الأحد، 5 ديسمبر 2010

سكر الحمل بعد الولادة - كيف يتم الشفاء منه؟



يستمر سكر الحمل بعد الولادة في عدد قليل جدا من النساء لبضعة أشهر قد تصل في بعض الأحيان لثلاثة أشهر، ولكن النسبة العظمى من المصابات بسكري الحمل يتم شفاؤهن في وقت قصير جدا لا يتجاوز بضعة ساعات بعد إتمام عملية وضع المولود. وتنحصر أضرار سكر الحمل على الأم في جعلها أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد إصابتها بمرض سكر الحمل وذلك بعد الولادة بعدة سنوات، كما أن مايقدر بحوالي نصف النساء اللاتي أصبن بسكري الحمل للمرة الأولى يتكرر لديهن هذا المرض بتكرار الحمل.

لضمان عدم إستمرار سكر الحمل بعد الولادة يجب أن يتم إجراء قياس مستوى سكر الجلوكوز للأم بشكل مستمر في الساعات الأولى بعد الوضع لأن خلال هذه الساعات يبدأ جسم الأم في التخلص من مقاومته للأنسولين وذلك بعد نزول المشيمة وتوقف إفرازها للهورمونات المتسببة في سكر الحمل. وفي قليل من الأحيان قد تستمر هذه المقاومة للأنسولين وكأجراء أساسي يستحسن أن تبدأ الأم في إرضاع طفلها بطريقة طبيعية مما يقلل من مستوى جلوكوز الدم لدى الأم، ويؤدي ذلك بصورة تدريجية لشفاءها بعد الولادة من سكر الحمل

يوجد العديد من الأضرار لسكر الحمل التي قد تؤثر سلبيا على المولود، وأهمها تكون نسبة كبيرة من الدهون حول جسمه مما يعيق الولادة بشكل طبيعي ويضطر الطبيب إلى اللجوء إلى الولادة القيصرية، كما أن زيادة مستوى سكر الدم لدى الأم خلال الحمل تدفع الجنين إلى إفراز المزيد من الانسولين، وقد تستمر هذه الزيادة حتى بعد الولادة، وقد يسبب هذا في كثير من الأحيان إلى إصابة المولود بإنخفاض شديد في سكر الدم بعد الولادة، ويتم علاج ذلك عن طريق الإسراع بإرضاع المولود بطريقة طبيعية. أو في بعض الحالات الشديدة يتم إعطاؤه جلوكوز لتعويض إنخفاض جلوكوز الدم.

بعد الولادة بثلاثة أشهر على الأقل يجب أن يُجري للأم إختبار تحمل الجلوكوز للتأكد من الشفاء الكامل من سكر الحمل بعد الولادة، كما يجب أن يتم تكرار هذا الإختبار مرة كل 3 سنوات للحيلولة دون تعرض الأم لحالة ما قبل السكري وهي حالة تتسم بإرتفاع سكر الدم عن المستوى الطبيعي ولكنها لا ترقى للمستوى الذين يمكن عنده تشخيص الإصابة بالسكري. وتعتبر هذه الحالة التي تصاب بها نسبة تقدر بثلث من أصبن بسكري الحمل هي المقدمة لمرض السكر من النوع الثاني. وهي المرحلة التي يمكن أثناءها الوقاية من مرض السكر بشكل فعال.

بالرغم من المضار العديدة لسكر الحمل إلا أنه مرض ذاتي الشفاء في أغلب الأحيان، وقد يعتبر هذا المرض هو إنذار مبكر لدفع الأمهات اللاتي أصبن به إلى الإسراع بتغيير أسلوب الحياة الذي أدى بهن للإصابة بسكري الحمل، فمن المعروف أن السمنة أو السمنة المفرطة وقلة النشاط العضلي وعدم ممارسة الرياضة هي الأسباب الأساسية المؤدية لسكر الحمل وتكراره مع تكرر الحمل وفي كثير من الأحيان تحوله بعد عدة سنوات إلى النوع الثاني من السكري. وللوقاية من كل ما سبق ذكره يجب الإلتزام بنظام غذائي تحت إشراف أخصائي تغذية بالإضافة إلى ممارسة الرياضة على الأقل نصف ساعة يوميا في أغلب أيام الأسبوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق