الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

الوقاية من سكر الحمل - السن الأمثل للوقاية من سكر الحمل



من السهل الوقاية من سكر الحمل وذلك لأن هذا المرض رغم تشابهه مع السكري من النوع الثاني فإنه أقل في وضوح الأعراض كما أنه يتميز بسرعة الشفاء منه وذلك بعد الولادة مباشرة، ويرجع السبب في ذلك إلى خروج المشيمة بعد عملية الوضع، والمشيمة هي عبارة عن نسيج يمد الجنين بالغذاء والأكسجين كما إنها تفرز العديد من الهورمونات مثل الإستروجين والكورتيزول وهي هورمونات ترفع من مستويات سكر الدم في جميع الحوامل وذلك للحفاظ على مستوى تغذية جيد للجنين، وهذا بالطبع يقلل من قدرة البنكرياس على خفض جلوكوز الدم بشكل كافي.

تعتمد الوقاية من سكر الحمل على إبقاء جلوكوز الدم في الحدود الطبيعية وهي من 140 حتى 70 مليجرام لكل ديسيلتر وذلك طوال شهور الحمل وخاصة الثلاثة أشهر الأخيرة، وهي الشهور التي يصل فيها الجنين للوزن الملائم للولادة، سكر الحمل إذا تم إهمال علاجه وتعدت نسبة الجلوكوز في الدم الحدود الآمنة - فمثلا قد تصل في بعض الأحيان نسبة الجلوكوز إلى 200 مليجرام/ ديسيلتر لفترات زمنية طويلة - فإن ذلك يمثل عبئا كبيرا على بنكرياس الجنين والذي يفرز أكثر من طاقته من الإنسولين ويؤدي ذلك في النهاية إلى تراكم الدهون حول جسمه وقد يصل وزنه إلى أكثر من 4 كيلوجرامات فيتسبب ذلك في تعسر الولادة الطبيعية.

الوقاية من سكر الحمل غير مطلوبة للحوامل الأقل عمرا من 26 عاما أو النحيفات أو من يمارسن التمارين الرياضية يوميا، وبشكل عام فإن هذا المرض لا يصيب الحوامل الأقل وزنا من 70 كيلوجرام، لكن الوقاية من سكر الحمل تكون مطلوبة بشدة للحوامل اللاتي لهن أقارب وبالأخص أقارب من الدرجة الأولى مثل الوالدين أو الإخوات مصابين بالسكري من النوع الثاني، كما تتزايد إحتمالات الإصابة بهذا المرض كثيرا إذا كانت أم الحامل قد أصيبت بسكر الحمل مرة أو أكثر في فترة سابقة، كما أن الإصابة بهذا المرض تتكرر مع تكرر مرات الحمل والإنجاب.

تحدث الوقاية من سكر الحمل بطريقة مؤكدة عند حدوث الحمل قبل إنتصاف العقد الثالث من العمر، وفي أحيانا كثيرة يتعذر الحمل في هذا العمر، وهذا المرض نادر الحدوث تحت سن العشرين فمن كل 1000 إمرأة حامل تصاب 3 فقط بسكر الحمل وتكون أعراض المرض في هذا العمر خفيفة لا يمكن ملاحظتها إلا عن طريق إجراء إختبار تحمل الجلوكوز، وقبل عدة عقود كانت الحوامل عند بداية الثلاثينات من العمر أقل عرضة لهذا المرض بسبب عدم إنتشار السمنة والسمنة المفرطة بنسب عالية كما هو حادث في السنوات الأخيرة.

تكون الوقاية من سكر الحمل أكثر جدوى بكثير قبل حدوث الحمل وذلك لأن في هذا الوقت من الممكن عمليا إنقاص الوزن بشكل كبير أما بعد حدوث الحمل فينصح الطبيب المختص بإجراء تعديلات جذرية في كميات ونوعيات الأطعمة التي تتناولها الحامل ويجب أن تلتزم السيدة الحامل بنظام غذائي لا تتجاوز سعراته الحرارية 2300 سعر يوميا، ويجب أن يقوم بوضع هذا النظام أخصائي تغذية متمرس، كما يجب الإمتناع بشكل نهائي عن تناول العصائر والتي تحتوي كم هائل من السعرات الحرارية والإستعاضة عنها بشرب الماء وتناول الفواكه والخضروات الطازجة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق