الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

الفرق بين مرض السكر الاول والثاني في طرق العلاج



يعتبر الفرق بين مرض السكر الاول والثاني في الأسباب والأعراض هو الأساس في الإختلاف الكبير بين نوعي مرض السكر في أساليب وطرق العلاج المختلفة. فالنوع الاول من السكر في أغلب الأحيان يظهر في سن مبكرة عن النوع الثاني وقد يؤدي ذلك إلى الحرص أكثر على الوقاية وعلاج أية مضاعفات قد تظهر مبكرا في المصابين بالسكر من النوع الأول، ومرض السكر الثاني لا يتم علاجه إلا نادرا بإبر الانسولين ويكون ذلك في المرضى كبار السن أو المرضى المصابين بالسمنة المفرطة والتي تسببت مقاومة أجسامهم للإنسولين لسنوات طويلة في إجهاد البنكرياس وفقدانه القدرة على إفراز الإنسولين بشكل كامل.

السبب وراء مرض السكر من النوع الأول هو وجود مناعة ذاتية حيث تقوم خلايا الجسم بتدمير خلايا البنكرياس المفرزة للإنسولين بسبب وجود تشابه شكلي بين خلايا البنكرياس وبعض الفيروسات التي تصيب الإنسان، ويحدث هذا التدمير بشكل سريع قد لا يتجاوز بضعة أشهر وفي سن مبكرة، وفي نسبة قليلة من الحالات قد يحدث هذا المرض في كبار السن أو متوسطي العمر، ويسمى في هذه الحالة بمرض السكر الكامن وهو بالطبع يشبه السكري من النوع الأول في الأسباب، وفي النهاية يلزم إعطاء المريض إبر الإنسولين أو يمكن إستخدام مضخة الإنسولين كوسيلة أكثر فاعلية.

الفرق بين مرض السكر الاول والثاني في أساليب العلاج يستند إلى إختلاف النوع الثاني من المرض عن النوع الاول في وجود مقاومة من الخلايا الدهنية والعضلية وخلايا الكبد للإنسولين المفرز من البنكرياس وأغلب مرضى النوع الثاني لا يعانون من عدم إفراز الانسولين كما في النوع الأول، بل على العكس من ذلك لأن الإنسولين يُفرز لدى هؤلاء المرضى بكميات قد تصل إلى ضعف الكمية المطلوبة وخاصة عند بداية الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وهذا المرض مرتبط بشدة بالسمنة وليس بالعمر وقد يظهر مبكرا في الأطفال مفرطي البدانة.

الفرق بين مرض السكر الثاني والأول في طرق العلاج، يتركز على تعاطي إبر الإنسولين في النوع الأول، أما في النوع الثاني فيكون العلاج في النسبة الأكبر من الحالات عن طريق تناول علاجات وأدوية عن طريق الفم، وتختلف أنواع الإنسولين في سرعة وطول مفعولها فمنها النوع قصير المفعول الذي يصل لأقصى تأثيره بعد مرور ساعة من حقنه وهذا النوع يؤخذ لخفض نسبة جلوكوز الدم والتي تصل بعد تناول الطعام لأقصاها كما أن الإنسولين من نوع الجلارجين - وهو نوع طويل المفعول - يستمر لفترة تصل إلى 24 ساعة.

العلاجات الدوائية لمرض السكر من النوع الثاني تعمل بطريقتين؛ الطريقة الأولى عن طريق رفع حساسية خلايا الجسم مثل الخلايا الدهنية والعضلية وخلايا الكبد للإنسولين مع خفض مقاومتها له وهذا بالتأكيد سيساعد على إمتصاص المزيد من جلوكوز الدم داخل هذه الخلايا ويحول دون إرتفاع جلوكوز الدم مما يمنع مضاعفات السكري على المدى الطويل، أما الأنواع الأخرى من الأدوية فإنها تقوم بجعل البنكرياس يفرز المزيد من الإنسولين وذلك عند حدوث إرتفاع في جلوكوز الدم وخاصة بعد تناول الطعام، كما أن بعض هذه الأدوية يقوم بتقليل مقاومة الجسم للإنسولين بجانب تقليل إفراز الجلوكوز من الكبد مثل دواء الميتفورمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق