الأحد، 24 أبريل 2011

سن اليأس والحمل - مخاطر الحمل بعد سن 35



يمر جسم المرأة بالعديد من التغيرات خلال سنوات عمرها. وكثيرا ما تشير وتعكس هذه التغيرات والأعراض عمر المرأة أو المراحل الإنتقالية التي تمر عليها. وعندما تكون الفتاة في مرحلة المراهقة تبدأ لديها الدورة الشهرية، مما يشير إلى أن جسمها قد صار على إستعداد للحمل. وعندما تبلغ المرأة فترة الثلاثينات من العمر فسوف تظهر عليها أولى علامات سن اليأس، وهو السن الذي تبدأ فيه عملية تغيير تؤدي إلي مرحلة اليأس. والفترة السابقة لسن اليأس قد تصل إلى خمسة سنوات، وبعد ذلك عندما تبلغ المرأة سن الخمسين تبدأ لديها مرحلة سن اليأس بالفعل، وهو السن الذي يتوقف فيه حدوث الدورة الشهرية. ولذلك فإن المراحل المتعددة التي يمر من خلالها جسم المرأة تشير بشكل واضح لعمرها الحقيقي.

الفترة السابقة لسن اليأس تبدأ عندما يتعرض جسم المرأة إلى تراجع في عدد البويضات الناتجة من المبيض وأيضا في جودة هذه البويضات. وهذا أيضا يؤدي إلى حدوث تغيرات هرمونية وظهور أعراض حالة ما قبل سن اليأس، وهي حالة شديدة ولها طبيعة مختلفة لم تشعر بها المرأة من قبل. وفترة ما قبل سن اليأس تمثل بداية تناقص قدرة المرأة على الحمل. إحتمال حدوث الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين يقل كثيرا، لأن الدورة الشهرية وعملية التبويض تصبح غير منتظمة، وذلك لأن عدد البويضات يبدأ في التراجع. وهذا التراجع في عدد البويضات يؤدي إلى ضعف أو نقص الخصوبة، ويكون هذا الأمر ملاحظا بشدة بعد منتصف الثلاثينات.

أما في فترة الاربعينات فإن الدورة الشهرية للمرأة تصبح غير منتظمة بشكل كبير، وقد تظل هكذا حتى سن اليأس، وهذا الأمر يقلل أيضا من الخصوبة. وعادة ما تهمل النساء اللاتي يحدث لهن الحمل بعد سن 35 الحصول على المتابعة الطبية أثناء الحمل. وهن عادة ما يفترضن أن غياب الدورة الشهرية أو تأخرها هي علامة على سن اليأس، بينما هي بالفعل أولى علامات الحمل.

ما هي مخاطر الحمل بعد سن 35 ؟ وإجابة هذا السؤال هي أنه من نتائج عدم الإنتظام في إفراز الهرمونات فإن الحمل ما قبل سن اليأس يشكل العديد من المخاطر، كما أن مخاطر الحمل بعد سن 35 تعتبر أيضا كبيرة. ومع ذلك فإن المرأة إن كانت صحتها جيدة، فهي قد تمتلك نفس الطاقة والقدرة على الحمل كمثيلاتها في النساء الأكثر شبابا وذلك عندما يحدث الحمل بعد سن 35 أو ما تليه من سنوات العمر. يعتقد الأطباء أن الحالة الصحية الجيدة للمرأة أثناء الحمل تعتمد أكثر على إهتمامها بصحتها أكثر من توقفها على مدى كبرها في السن. ومع ذلك فإن المرأة يجب أن تكون أكثر إهتماما بعلاج الموانع المرضية التي تحول دون حدوث الحمل بشكل طبيعي. ومن هذه الموانع المرضية الإصابة بمرض السكر أو إرتفاع ضغط الدم. وحتى إن كانت المرأة في أحسن حالاتها الصحية، فإن مخاطر الحمل بعد سن 35 تكون متزايدة وكبيرة، وأهم هذه المخاطر هي الإصابة بمرض سكر الحمل.

الحمل بعد سن 35 وما بعده، يؤدي إلى زيادة إحتمالات ولادة طفل يعاني من المشاكل الجينية مثل حالة داون أو الطفل المغولي، حيث أن الطفل المولود يحتوى جسده على جينات أو كروموسومات زائدة. حدوث الحمل في سنوات ما قبل سن اليأس قد يرفع كثيرا من مخاطر الإجهاض وذلك عند بزل السائل الامنيوسي، وهو عبارة عن إختبار تشخيصي يتم إجراؤه للكشف عن حدوث أية عيوب كروموسومية، وذلك عن طريق فحص السائل الامنيوسي. وهذا الاختبار يتطلب إزالة السائل من خلال إبرة يتم إدخالها في بطن الحامل. وعلى الرغم من الإجهاض يندر حدوثه، إلا أن إحتمال حدوثه يظل كبيرا بالمقارنة مع حدوثه أثناء الحمل في العشرينات من العمر. ومن المخاطر الأخرى للحمل بعد سن 35 هو أن الحامل قد تواجه انفصال المشيمة أو ما يسمى بالمشيمة الساقطة أو المتقدمة. وذلك عندما تنمو المشيمة بالقرب من عنق الرحم مسببة حدوث نزيف.

الحمل بعد سن الـ 35 أو بعد الأربعين من العمر، من وجهة النظر الطبية يعتبر حملا في سن شديد الصعوبة. وخلال هذا العقد من العمر تكون المرأة قد إستهلكت أكثر البويضات خصوبة، مما يؤدي لتأخير حدوث الحمل. كما أن البويضات الباقية حتى هذا الوقت في المبيض هي أبطئ البويضات في الإستجابة لعملية التبويض، وهذا بدوره أيضا يؤدي للتأثير سلبيا على عملية الإخصاب. وحالة هذه البويضات تؤدي إلى إرتفاع مخاطر حدوث التشوهات الكروموسومية وحدوث الإجهاض.

ومن الضروري أيضا ملاحظة أنه بالرغم من أن حدوث الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين هو الأكثر صعوبة، فإن إحتمال إطلاق بويضتين في نفس الوقت يكون كبيرا وهذا يشكل في حد ذاته احد المخاطر الأخرى على الحمل، ويشبه ذلك ما يحدث بسبب اللجوء للتدخل الطبي لزيادة الخصوبة. ومن الأسباب المحتملة الكامنة وراء ذلك هي التغيرات التي تطرأ على مستوى الهرمونات أثناء سن اليأس، مما يؤدي لتحفيز إطلاق أكثر من بويضة في نفس الوقت أثناء التبويض، وهذا الأمر يحدث أيضا نتيجة لتناول أدوية زيادة الخصوبة.

فحوصات ما بعد الحمل تصبح أمرا شديد الخطورة عندما تجرى بعد سن 35 لأنها تتطلب أخذ عينات من نسيج المشيمة، مما يؤدي لإرتفاع مخاطر الإجهاض ولو بإحتمالات محدودة. كما أن الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين قد يؤدي إلى تدهور الامراض المزمنة التي تعاني من الحامل بالإضافة إلى ظهور علامات كبر السن المبكرة، مثل تصلب وآلام المفاصل، كما أن الدوالي قد تزداد حالتها في التدهور. ويحدث أيضا تباطؤ في التمثيل الغذائي قد يؤدي إلى زيادة الوزن، والميل إلى النعاس وقلة الحركة.

المرأة تواجه العديد من التحديات وتقابل الكثير من المخاطر، وذلك عند حدوث الحمل بعد سن 35، الحمل المتأخر له العديد من الجوانب السلبية على الجسم وذلك كما يوضحه الكثير من الاطباء، ولكن في نفس الوقت توجد العديد من المزايا بجانب هذه المخاطر. وأولها وجود القدرة المالية، مما قد يمكن المرأة على التفرغ الكامل للحمل والولادة والإرضاع. لأن هذا العمر يتميز بالإستقرار الإقتصادي، حيث أن النساء في منتصف الثلاثينات وما بعدها يتميزن بالمرونة والصبر أمام تحديات ومشاكل الحياة اليومية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق