الأربعاء، 6 أبريل 2011
الحمل وزيادة الوزن
تزايد بشكل كبير عدد الحوامل، اللاتي يعانين من زيادة الوزن او السمنة، ذلك خلال العشرين عاما الماضية. زيادة الوزن تؤدي لمضاعفات عديدة أثناء الحمل، كما أنها تهدد نمو الجنين بشكل طبيعي. زيادة وزن الحامل قد تسبب حدوث إضطرابات هرمونية، كما أنها قد تؤدي إلى إختلال في وظائف المبيض. مما قد يحدث إجهاضا مبكرا. أما بعد حدوث الحمل فإن زيادة وزن المرأة الحامل، يعرضها هي والجنين إلى خطر كبير، وهذا يجعل إنقاص الوزن قبل الحمل أمرا هاما.
الإصابة بالسمنة تحدث في حوالي 20% من النساء، وقد تصل هذه الزيادة في الوزن إلى أكثر من 30%، ويعتبر مصطلح زيادة الوزن، منطبقا على نسبة أكبر من النساء. والوزن الطبيعي لأي امرأة يمكن حسابه عن طريق طرح 100 من الطول بالسنتيمتر، وعلى ذلك فإن امرأة طولها 164 سم يجب أن لا يزيد وزنها كثيراعن 64 كجم. الأخطار التي تحدث نتيجة لزيادة وزن الحامل على الجنين، تعتمد على الحالة الصحية العامة للحامل، والأسباب التي أدت إلى زيادة الوزن أو السمنة، وأول هذه الأخطار هو زيادة العبء على العمود الفقري وعلى الأعضاء الداخلية. وفي خلال المراحل الأخيرة من الحمل قد تصاب الحامل بتسمم الحمل. وفي بعض الأحيان فإن تراكم الدهون قد يمنع الطبيبة من سماع دقات القلب، ولكن رسم القلب والأشعة المقطعية يمكن من خلال إجرائها حل هذه المشكلة.
خلال فترة الحمل فإن المرأة التي تعاني من زيادة الوزن، تكون معرضة لخطر الإجهاض، وتسمم الحمل، وسكر الحمل، وإرتفاع ضغط الدم، وذلك مقارنة بالحوامل من ذوات الوزن الطبيعي. كما أن إرتفاع جلوكوز الدم في الحامل، يؤدي لزيادة حجم ووزن المولود، مما يجعل عملية الولادة متعسرة. أو قد يتم اللجوء للولادة القيصرية. وأثناء الولادة فإن المولود زائد الوزن قد يسبب للأم المزيد من المصاعب ومنها، حدوث النزيف.
قد تظن بعض الحوامل أن المولود كبير الحجم أو زائد الوزن هو أمر طبيعي، وهذا بالطبع خطأ، لأن زيادة وزن الجنين عن الوزن الطبيعي يؤدي لحدوث الولادة المبكرة، وقد لاحظ العلماء زيادة كبيرة في نسب المواليد ذوي الحجم الكبير، مما أدى إلى تزايد اللجوء إلى عمليات الولادة القيصرية. إرتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، يؤديان إلى إجراء الولادات القيصرية أيضا. كما أن إرتفاع ضغط الدم يسبب زيادة في نفاذية الأوعية الدموية. بالإضافة إلى أن الإرتفاع المفاجئ في ضغط الدم أثناء الولادة، قد يؤدي إلى حدوث جلطات دموية، وقد يؤدي هذا إلى مشاكل متعددة قد تصيب المولود. وقد يقل إمداد الدم الواصل للجنين عبر المشيمة، مما يقلل المغذيات والأكسجين اللازمة لنمو الجنين، كما أن الحامل التي تعاني من السمنة، يكون إجراء الولادة القيصرية لها أمرا صعبا، وذلك بسبب تراكم الدهون في منطقة البطن.
الحامل الزائدة الوزن، تتعرض بشكل أكبر لتسمم الحمل، وتعرضها لهذا الأمر يتزايد مع تقدم شهور الحمل. وقد يحدث قصور في عمل الكلى، حيث يتم تنقية الدم من النفايات، وقد تحدث إنتفاخات وإحتجاز للسوائل. وهذا ما يؤدي لتناقص المواد الغذائية التي تمر عبر المشيمة للجنين. كما أن هذا الأمر يقلل الأكسجين الواصل إليه. وتكون محصلة ما سبق من المضاعفات، مولد طفل ذو وزن قليل عن الوزن الطبيعي. وقد يعاني المولود من أمراض ذات علاقة بنقص الغذاء الواصل إلى المخ. ومنها أمراض الأعصاب، مثل حالات التشنج.
خلال عملية الولادة فإن المضاعفات الناتجة من زيادة وزن الأم هي، فقد الكثير من الدم، حدوث إلتهابات في المجاري البولية، وحدوث إصابات او خلع في كتفي وذراعي المولود، وذلك إن تمت الولادة بطريقة طبيعية، وقد يوضع المولود تحت أجهزة التنفس الصناعي إذا كانت الولادة مبكرة، كنتيجة لنقص نمو الرئة. إن كنت تعانين من زيادة الوزن، وتنتظرين حدوث الحمل، فإنه من المستحسن، محاولة إنقاص الوزن عن طريق تغيير إسلوب الحياة، وذلك عن طريق ممارسة المزيد من النشاط العضلي، والإلتزام بنظام غذائي لتقليل الوزن. العديد من النساء إستطعن إنقاص وزنهن في وقت قصير، كإهتمام كبير بنجاح الحمل عن طريق العزم والتصميم على إنقاص الوزن.
وإذا قامت الحامل بالإلتزام بنظام غذائي قاسي، على شرط أن يمدها بما يكفيها هى والجنين من العناصر الغذائية، فإنه بعد الولادة يمكن التخلص من قدر أكبر من الوزن. كما أن المخاطر والمضاعفات سيتم تقليلها للحد الأدنى. وذلك إذا أنقصت الحامل وزنها سريعا بعد ولادة الطفل. يمكن إنقاص الوزن عن طريق تقليل السعرات الحرارية في الطعام، حتى وإن كانت زيادة الوزن، لم تكن ناتجة من الدهون المتراكمة في الجسم بسبب الحمل. قومي بتناول المزيد من الخضر والفاكهة، والحبوب الكاملة غير المقشورة، وتناولي الحليب منزوع الدسم، واللحوم البيضاء كالدواجن.
إبتعدي تماما عن شرب العصائر المضاف إليها السكر، وتجنبي الأطعمة المقلية في الزيت، قسمي وجبات الطعام الكبيرة على عدد أكبر من الوجبات. لا تتناولي المزيد من السعرات الحرارية خلال الثلث الأول من الحمل، وخلال الستة أشهر الأخيرة من الحمل تناولي المزيد من السعرات الحرارية، على شرط أن لاتتعدى هذه الزيادة 350 سعر حراري يوميا. أولا يجب عليك ممارسة الرياضة كرياضة المشي، وذلك لمدة 35 دقيقة في اليوم، وهذا المقدار لا يشكل أي خطر على الحمل، كما أنك تحتاجين أيضا لممارسة التمارين الأخرى المعدة خصيصا للحوامل، التي تنشط الجزء العلوي من الجسم.
في المتوسط، وبوجه عام فإن زيادة الوزن أثناء الحمل يجب أن لا تزيد عن 12 أو 16 كجم وذلك للحوامل الغير بدينات، ويجب أن لا تزيد عن 10 كجم للحوامل اللاتي يعانين من زيادة الوزن، و7 كجم للحوامل المصابات بالسمنة، زيادة الوزن لا تشكل عائق كبير في حدوث الحمل بنجاح. كما يجب عليك أيضا عدم التقليل من خطورة هذا الأمر، أو المبالغة الشديدة في القلق منه، ولعلاج هذه المشكلة فإنك ستحتاجين القيام بالعديد من الفحوص، للتأكد من عدم وجود إضطرابات هرمونية، وذلك في حالة ضرورة اللجوء إلى العلاج. وجود دهون زائدة ومتراكمة في جسم المرأة عادة ما تؤدي لحدوث حالات مرضية مختلفة، ومنها إضرابات في الغدد الصماء، وأمراض القلب، والجهاز العصبي المركزي. ويجب عليك إجراء العديد من الفحوص وذلك قبل بداية الحمل. وهذا الأمر سوف يعطيك الوقت الكافي لإنقاص الوزن، وذلك بعد تلقي العلاج.
العديد من الأطباء يعتقدون أن السمنة تقلل كثيرا من فرص حدوث الحمل، وإذا حدث الحمل فإن الكثير من المضاعفات قد تصيب المولود. ويجب عليك إستشارة الطبيبة لعلاج زيادة الوزن، وخفض ضغط الدم أو جلوكوز الدم المرتفعين وهذا الأمر سوف يقلل المخاطر الصحية إلى الحد الأدنى. ويجب عليك البحث عن طبيبة متخصصة وذات خبرة. والتي سوف تقدم لك العلاج المطلوب لحالتك، وذلك قبل حدوث الحمل.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق