الاثنين، 17 يناير 2011

سكر الحمل - نظام غذائي وأطباق ووصفات غذائية للعلاج



سكر الحمل أو مايسمى بسكري الحمل هو أحد أنواع السكري وهو لايظهر إلا خلال مرحلة الحمل في النساء الخاليات من السكري قبل الحمل. وفي السنوات الأخيرة بدأ هذا المرض ينتشر بشكل واسع وسريع ومتزايد في مختلف أنحاء العالم بسبب الركون إلى إسلوب الحياة الغربي، وتتراوح نسبة إنتشار سكر الحمل بين 5% إلى 15% حسب إحصاءات مؤسسات بحثية كثيرة. ولحسن الحظ فإن العديد من المصابات بسكر الحمل يتجنبن أضرار هذا المرض ويصبح حملهن عاديا كأي حمل طبيعي وذلك إذا إستطعن خفض جلوكوز الدم إلى المستويات الطبيعية. ولتحقيق ذلك يجب قياس سكر الدم بشكل متواصل أثناء فترات الحمل المختلفة عن طريق مقياس جلوكوز الدم.

يقوم هورمون الانسولين بإدخال الجلوكوز من الدم إلى خلايا العضلات والخلايا الدهنية حيث يتم حرق هذا الجلوكوز مباشرة لتوليد الطاقة أو يتم تخزين الزائد منه لحين الحاجة إليه، وتعاني النساء المصابات بمرض سكر الحمل من نقص هذا الهورمون، ولكن في أغلب الأحيان فإن الخلايا الدهنية والعضلية تفشل في إستقبال الإنسولين ويسمى ذلك بمقاومة الانسولين. وعندما تكون مقاومة الإنسولين قليلة فإنه يمكن علاج ذلك عن طريق نظام غذائي صحي. أما في الحالات الشديدة من سكر الحمل فيكون العلاج الفعال هو إبر الإنسولين ليتم خفض مستوى جلوكوز الدم. ويقوم الطبيب المختص بوضع نظام غذائي خاص لكل مريضة على حدة آخذا في الإعتبار عوامل كثيرة أهمها العمر والوزن وعدد مرات الإنجاب والمستوى الإقتصادي.

يجب أن تلتزم الحامل المصابة بمرض سكر الحمل بنظام غذائي محدد في السعرات الحرارية ويكون مصدر الطاقة الرئيسي في هذا النظام هو الكربوهيدرات أو النشويات مع التأكد من تناول أطعمة غنية بالألياف والتي تمنع الإرتفاع السريع في سكر الدم. ويجب أن يتم تناول الطعام ثلاث مرات يوميا بكميات صغيرة مع تناول الفاكهة والخضروات الطازجة ثلاثة مرات أخرى بين هذه الوجبات ويجب تناول بعض الفاكهة قبل النوم بقليل. ويجب الحرص على عدم تفويت أية وجبة غذائية حتى لايؤدي ذلك لإنخفاض سكر الدم وحتى يكون الحصول على السعرات الحرارية منتظما على مدى اليوم، ووجبات الطعام يجب أن تكون في أوقات معينة يوميا، ويجب على الحامل أن تتناول الطعام قبل أن تشعر بالجوع لأن شعورها بالجوع الشديد قد يؤدي لتناول كميات كبيرة من الطعام مما يرفع جلوكوز الدم.

يجب الإمتناع تماما عن تناول المشروبات الغازية والعصائر المصنعة والمعبأة وكل ما سبق يحتوى على تركيزات كبيرة من السكر. وهذا السكر سريع الهضم مما يرفع جلوكوز الدم لدى الأم بشكل سريع مما يضر الجنين، ويمكن الإستعاضة عن العصير والمياه الغازية بأكل الفواكه الطازجة الطبيعية والتي تحتوى على الألياف المخفضة لجلوكوز الدم. ويمكن أيضا أن يتم تناول مالا يزيد عن كوبين من اللبن يوميا وذلك بسبب إحتوائه على نسبة كبيرة من الدهون، ولكن بدون إضافة سكر عليه. كما يجب التأكد من إمداد الحامل بإحتياجاتها الكاملة من الكالسيوم بشكل أو بآخر. ويجب أن تتناول مريضة سكري الحمل مالا يقل عن ستة أكواب من الماء على مدار اليوم وخاصة في شهور الصيف.

يعتبر النشاط الرياضي وممارسة التمارين مثل المشي وسيلة فعالة لتقليل مقاومة الانسولين ومن ثم خفض جلوكوز الدم. ويمكن أن يتم ذلك عن طريق المشي نصف ساعة يوميا مقسمة على 10 دقائق ثلاث مرات وذلك في أغلب أيام الأسبوع. وبالطبع يجب أن يتأكد الطبيب من عدم وجود إحتمال للإجهاض لدى الأم المصابة بمرض سكر الحمل قبل ممارسة الرياضة. كما يجب أن تقوم الحامل بقياس جلوكوز الدم بنفسها عدة مرات يوميا وتسجيل القراءات حتى يستطيع الطبيب المتابع التأكد من سلامة الأم والجنين.

يمكن علاج الحالات الخفيفة من سكري الحمل عن طريق تصحيح النظام الغذائي للأم. وهذا النظام يعتمد أساسا على تقليل نسبة الدهون ذات الأصل الحيواني وغيرها من الدهون المشبعة وتقليل ملح الطعام والسكر للحد الأدنى. وبالعكس من ذلك يجب زيادة النشويات مثل الخبز الأسمر وغيره من المصادر المحتوية على نسب عالية من الألياف الغير ذائبة والتي تقلل من تأثير سكر الحمل. ويجب أن لا تزيد الطاقة المستمدة من الدهون في هذا النظام الغذائي عن الثلث، كما يجب أن لا تقل السعرات الحرارية المستمدة من البروتينات عن 15%، أما النسبة الباقية من الطاقة وهي تتعدى النصف فيجب الحصول عليها من الكربوهيدرات والفواكه والخضروات الورقية الطازجة.

ويمكن تحقيق ما سبق عن طريق تناول ستة وجبات غذائية موزعة على مدار اليوم لضمان توزيع منتظم لكميات السعرات الحرارية اللازمة لصحة الأم ونمو الجنين.

وجبة الإفطار: عند إستيقاظ الحامل من نومها في الصباح يكون مستوى جلوكوز الدم مرتفعا بسبب إفراز هورمون النمو أثناء النوم والذي يرفع سكر الدم. لذا يستحسن تقليل النشويات كالخبز وزيادة نسبة البروتين ويمكن ذلك عن طريق تناول كوب من اللبن أو الزبادي بدون إضافة سكر.

الوجبة الثانية: تتكون من خضروات ورقية خضراء، وخبز أسمر من الحبوب الكاملة، وقليل من الفاكهة بالإضافة لقطعة جبن منزوع الدسم وهذه الوجبة تسبق وجبة الغداء.

وجبة الغداء: تتكون أساسا من السلاطة الخضراء مع القليل من المكرونة المصنعة من الحبوب الكاملة أو الخبز الأسمر.

الوجبة الرابعة: تتكون أساسا من الخضروات والفواكه. بالإضافة إلى عصير الفاكهة الطبيعي بدون إضافة سكر مطلقا. مع تناول المزيد من الجبن خالي الدسم وقليل من الخبز الأسمر.

وجبة العشاء: يمكن تناول أي نوع من الحبوب الكاملة بالإضافة إلى القليل من الدجاج المسلوق مع التأكد من تجنب الدهون والجلود ويمكن أيضا تناول المزيد من السلاطة بالإضافة للقليل من المخبوزات الغير المضاف إليها السكر.

الوجبة السادسة: تؤخذ هذه الوجبة قبل النوم لمنع أية إنخفاضات في جلوكوز الدم ليلا، ويجب أن تتناول الحامل ثمرة فاكهة بالإضافة إلى قطعة من المخبوزات أو قليل من الجوز مع كوب دافئ من اللبن بدون إضافة سكر.

بتناول طعام غني بالألياف والبروتين والفيتامينات مع تقليل الدهون والسكر وممارسة الرياضة بعد إستشارة الطبيب المختص يمكن خفض جلوكوز الدم بشكل يمنع أية مخاطر على الجنين ويجعل الشفاء سريعا من سكر الحمل.

هناك تعليقان (2):

  1. ماهي درجات السكر التي تكون عادية بالنسبة للحامل

    ردحذف