الاثنين، 17 يناير 2011

سكري الحمل واعراضه - ماهو سكري الحمل وما هي علاماته



سكري الحمل واعراضه هو النوع الوحيد من أنواع السكري الذي لا يظهر إلا خلال مرحلة الحمل ويختفي بعد الولادة. وعلى ذلك فإنه يمتاز عن أنواع السكري الأخرى بأنه مرض مؤقت يبدأ ثم يختفي خلال ثلاثة أشهر لا غير. ولا يحدث هذا المرض مطلقا في الحوامل تحت سن الخامسة والعشرين وذلك لندرة البدانة في هذا السن، أما الحوامل الأكبر سنا وخاصة من تعدت منهن الـ 35 من العمر فهن الأكثر تعرضا لهذا المرض لأن البدانة وزيادة وزن الجسم تزداد بتقدم العمر، وكما هو معروف فإن دهون الجسم تشكل حاجزا يمنع هورمون الانسولين من القيام بدوره، فيقوم البنكرياس بإفراز كميات كبيرة منه تؤدي في النهاية لإنهاك البنكرياس وتوقفه عن إفراز الانسولين نهائيا بعد سنوات طويلة.

تقدر النسبة من النساء اللاتي يصبن بسكري الحمل وأعراضه بما يقارب الـ 5% وقد تضاعفت هذه النسبة في السنوات الأخيرة وبعض الباحثين يعتقد أنها ستتجاوز الـ 15% مع إرتفاع سن الزواج والحمل وإنتشار السمنة والسمنة المفرطة. وسكر الحمل واعراضه المختلفة يمكن تشخيصه في الإسبوع السادس والعشرين، أو في نهاية الشهر الخامس أو بداية الشهر السادس وقد يستمر عدة أشهر بعد الولادة. ولأن سكري الحمل وأعراضه هو مرض يصعب تشخيصه بدون إجراء تحليل للسكر فقد تصاب به الحامل بدون أن تشعر وهذا بالطبع يفوت عليها فرصة علاجه أثناء الحمل بطريقة تمنع إستمراره بعد الولادة.

يظهر سكري الحمل وأعراضه بشكل صريح وتتسم علاماته بالوضوح نادرا وذلك في الحوامل اللاتي يعانين أصلا من إرتفاع سكر الدم قبل الحمل، أما في أغلب الأحيان فإن سكري الحمل واعراضه تتميز بضعفها وصعوبة ملاحظتها من المريضة كما أن الطبيب المختص ينصح الحامل بإجراء إختبار الجلوكوز في جميع الأحوال حتى وإن لم تظهر هذه الأعراض. ومن هذه الأعراض زيادة الوزن والشعور بالجوع والعطش والتبول كثيرا، لأن الكلى تحاول التخلص من سكر الدم الزائد. كما أن الجلوكوز المرتفع في البول يساعد على حدوث عدوى بكتيرية في المهبل.

سكر الحمل واعراضه قد يكون مقدمة لحدوث المشاكل والمضاعفات الصحية الخطيرة، والتي منها إرتفاع ضغط الدم لدى الحامل، وحدوث الولادة المبكرة التي تؤدي لصعوبات في تنفس المولود بسبب نقص إكتمال نمو رئتيه، كما قد يحدث سكري الحمل واعراضه تزايد في السائل المغذي للجنين داخل الرحم (سائل الأمنيوتك) ويجعل وزن المولود يتضخم، وقد يصاب المولود بالإختناق أو قد تحدث له أضرار في ذراعيه وأكتافه في حالات نادرة أثناء عملية الوضع.

تتركز مخاطر سكر الحمل وأعراضه المختلفة في إرتفاع جلوكوز الدم خاصة بعد تناول الطعام وفي فترة الصباح فإذا تعرض الجنين لنسب عالية من الجلوكوز عبر المشيمة طوال أشهر الحمل المختلفة فإن ذلك يعمل على إختلال في تغذية هذا الجنين. فالجلوكوز العالي يتحول إلى دهون تتراكم حول جسم الجنين، كما أن النشاط المرتفع لبنكرياس الجنين يستمر بعد الولادة لعدة ساعات تؤدي لإصابة المولود بإنخفاض في سكر الدم لذا يجب البدء سريعا في إرضاعه بعد الولادة مباشرة. وزيادة وزن وحجم الجنين تؤدي للولادة المبكرة، وبسبب عدم إكتمال نمو كبد المولود في هذه المرحلة يفشل جسمه في التخلص من المواد الضارة من الدم ويظهر إصفرارا في جلده أو ما يسمى باليرقان. ومن ناحية أخرى فإن أكثر المخاطر التي تتعرض لها الأم من سكري الحمل وأعراضه هو إصابتها بالنوع الثاني من السكري بعد بضعة سنوات من الولادة.

أعراض سكري الحمل قد تكون واضحة في حالات نادرة، ولكن هذا لا يغني عن إجراء تحليل تحمل الجلوكوز حتى وإن لم تظهر هذه الأعراض، وأفضل وقت لإجراء هذا الإختبار هو بداية الشهر السادس من الحمل، ويجب إجراء هذا الإختبار مبكرا عن ذلك إذا تم ولادة طفل يزيد وزنه عن 4 كيلوجرامات في حمل سابق، أو كانت الحامل زائدة الوزن أو مصابة بالسمنة أو السمنة المفرطة أو تعدى سنها الـ 25 من العمر أو كانت تعاني من مرض تكيس المبايض المتعدد، أو كان لديها أسباب وراثية مثل إصابة أمها بسكري الحمل أو السكري من النوع الثاني.

إذا لم يتم علاج سكري الحمل أثناء شهور الحمل فإن العديد من المخاطر قد تهدد صحة الأم والجنين، ومن بعض هذه المخاطر تعرض الأم بالإضافة إلى طفلها بعد عدة سنوات قليلة من الولادة للسمنة ومرض السكري من النوع الثاني. وللوقاية من السكري من النوع الثاني يجب القيام بتحليل مستوى جلوكوز لدى الأم بشكل دوري ومستمر خصوصا بعد السنوات التي تلي الولادة ، كما يجب القيام بإختبار الجلوكوز للطفل إذا تعرض للسمنة خلال سنوات طفولته الأولى، وذلك لأن السكري من النوع الثاني هو مرض وراثي في المقام الأول ويعتبر سكري الحمل هو أحد أهم العلامات على إحتمال ظهوره فيما بعد في الأم وطفلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق