الأحد، 23 يناير 2011

اسباب حدوث سكر الحمل - ماهي العوامل المؤدية للإصابة بسكر الحمل؟



توجد ثلاثة أنواع من مرض السكر وهي، النوع الأول والنوع الثاني والنوع الثالث هو سكر الحمل. والفرق بين هذه الأنواع كبير ولكن الفرق الأهم بين سكر الحمل والأنواع الأخرى هو أن سكر الحمل حالة مؤقتة، تتشابه كثيرا مع حالة ما قبل السكري في أنه يمكن الشفاء منها بشكل كامل وسريع.

اسباب حدوث سكر الحمل متعددة وهي أسباب أغلبها غير ظاهرة وتتطور هذه الأسباب بشكل تدريجي خلال العشرة سنوات السابقة لحدوث الحمل. وقد ظهر هذا المرض قبل مئتي عام لأول مرة، وفي نهاية القرن الماضي كانت معدلات الإصابة به تبلغ حوالي 5%، وفي السنوات الأخيرة إرتفعت حتى وصلت إلى 10%. العامل الأساسي الذي يحدد تشخيص هذا المرض هو إرتفاع جلوكوز الدم عن المستويات الطبيعية. تعتبر اسباب حدوث سكر الحمل غير محددة بشكل كامل ولكن العديد من العوامل تم الكشف عن وجود إرتباط بينها وبين حدوث سكر الحمل.

أهم اسباب حدوث سكر الحمل هو حدوث مقاومة للإنسولين في جسم الحامل، وهذه المقاومة أسبابها وراثية وبالطبع لايمكن بأي حال من الأحوال علاج هذه الأسباب الوراثية، ولكن يمكن تجنب الأسباب الأخرى التي تؤدي للنقص في حساسية الانسولين وهي زيادة الوزن وتراكم الدهون في جسم الحامل. ولكن وجود مقاومة للانسولين وحدها لا تكفي لظهور هذا المرض بل يجب وجود هورمونات أخرى تقاوم وتمنع هورمون الانسولين من القيام بدوره في إنقاص سكر الدم، وهذه الهورمونات هي هورمون اللاكتوجين والكورتيزول وتفرز من المشيمة ويتزايد إفرازها في الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل. وتقوم المشيمة بذلك التأثير لتوفير الجلوكوز في دم الأم بنسب كبيرة تسمح للجنين بتلقي ما يكفيه منه لينمو بشكل سليم.

مما يسبق يتضح أنه يوجد من اسباب حدوث سكر الحمل أسبابا لا يمكن تجنبها وهي إرتفاع جلوكوز الدم من المشيمة اللازم لنمو الجنين، والأسباب الوراثية المؤدية لوجود مقاومة للإنسولين، بالإضافة لحدوث الحمل بعد سن الخامسة والعشرين بالإضافة إلى أن بعض النساء من دول معينة مثل باكستان والهند والدول الخليجية ومصر لديهن إستعدادا أكبر من الحوامل في الدول الأوربية للإصابة بهذا المرض. وهذا يجعل العلاج يتركز على السبب الوحيد الذي يمكن تغييره وهو زيادة الوزن، ومن المستحيل بالطبع خفض وزن الجسم أثناء الحمل ولكن يمكن الحفاظ على زيادات وزنية قليلة لا تتسبب المزيد من الإرتفاع في جلوكوز الدم ويمكن ذلك عن طريق تعديل الغذاء وممارسة الرياضة بعد إستشارة الطبيب.

يجب أن لا يزيد مستوى جلوكوز الدم بعد تناول الطعام عن 175 مليجرام لكل ديسيلتر بعد مرور ساعة، وذلك لأن أي زيادة في هذا المستوى تؤدي لعدة مخاطر على الجنين أهمها، تعريض بنكرياس الجنين أثناء تكونه لنسب عالية من الجلوكوز تؤدي لإجهاده وقد تؤدي لإصابته بالنوع الثاني من السكري في مرحلة طفولته. كما أن الجلوكوز العالي يخزن في جسم الجنين ويؤدي لإحاطة جسمه بالدهون، وتشكل هذه الدهون خطورة كبيرة في الإكتاف لأنها تعيق الولادة وتسبب أضرار في ذراعي الجنين أثناء الولادة الطبيعية. زيادة وزن الجنين نتيجة عدم إنقاص جلوكوز الدم في الأم، تؤدي للولادة المبكرة، وفي هذا الوقت المبكر نتيجة نقص نمو الرئتين والكبد قد يصاب المولود بضيق التنفس واليرقان. لذا تنصح الحامل بقياس جلوكوز الدم بعد تناول الطعام بساعة بمقياس الجلوكوز المنزلي لتجنب الجلوكوز العالي الذي يؤدي للمضاعفات السابقة.

يجب على الحوامل ممن تجاوزن سن الخامسة والعشرين أو المصابات بالسمنة أو ممن لهن أقارب مصابين بالسكري، أن يقمن بإجراء إختبار تحمل الجلوكوز في بداية شهور الحمل. كما يفضل الأطباء إجراء هذا الإختبار في الشهور الأخيرة من الحمل للنسبة الباقية وهي النسبة الأكبر من الحوامل ممن لا تتوافر فيهن هذه الأسباب والعوامل المؤدية للمرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق