الأربعاء، 19 يناير 2011

سكر الحمل - ماهو سكر الحمل وكيف يمكن علاجه؟



يمثل الحمل مرحلة هامة في حياة المرأة، حيث أن كل الحوامل تتمنى أن ينتهي حملهن بولادة ناجحة ويكون المولود مكتمل النمو وينعم بصحة جيدة. ويمثل الحمل عبئا على جسم الحامل طوال شهور طويلة وتحدث به العديد من التغيرات المتلاحقة، وتزداد أعباء الحمل في النساء الأكبر سنا والحديثات عهد بالحمل، كما أن زيادة الوزن قبل الحمل أو المعاناة من السمنة قد تضاعف فرص الإصابة بمرض سكر الحمل الذي له تأثيرسلبي كبير على نمو الجنين وعلى صحة الأم.

سكر الحمل يعتبر حالة مؤقتة تظهر في أغلب الأحيان في الثلث الأخير من الحمل ويختفي هذا المرض بشكل سريع خلال بضعة ساعات من الولادة كما أن أعراض سكر الحمل يصعب كثيرا على الحامل ملاحظتها والشعور بها، وهذا قد يدفع البعض إلى تجاهل وإهمال سكر الحمل، بل وإعتبار أن تشخيصه ومعرفة الحامل بهذا التشخيص سببا في بث القلق والهلع في في نفس المريضة مما يكون له أثر سلبي على الحمل، ولكن الأبحاث الحديثة أثبتت أن معرفة الحامل بأنها مصابة بمرض سكر الحمل لا يؤدي لأية آثار سلبية أو ضارة على الحمل، بل بالعكس فإن التشخيص المبكر لهذا المرض يسهل تلقي العلاج ويمنع بالتالي جميع الأضرار التي قد تحدث للجنين مثل زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي أو حدوث الولادة المبكرة.

الكثير من الأطباء ينصحون بإجراء إختبار تحمل الجلوكوز قبل بداية الشهر السادس لجميع الحوامل بلا إستثناء، وذلك لأن أعراض سكر الحمل يمكن أن تمر بدون تشخيص لأنها أعراض مؤقتة، قد تظهر أو لا تظهر خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل. في حالة تم تشخص سكر الحمل يتم مضاعفة مراقبة مراحل نمو الجنين لمعرفة حجمه ووزنه لأن جلوكوز الدم المرتفع بسبب سكر الحمل يؤدي لنمو زائد وتراكم للدهون في جسم الجنين، وهذه الدهون تتراكم في كتفي المولود وعند إجراء الولادة الطبيعية قد يحدث خلع في الأكتاف أو حدوث أضرار كبيرة في ذراعي المولود، ولتجنب ما سبق فإن الكثير من الأطباء يفضل التعجيل بالولادة قبل الميعاد الطبيعي، وهذا يسبب حدوث ضيق في التنفس للمولود بسبب نقص نمو الرئتين، وقد تحدث الولادة بعد إكتمال نمو الجنين ولكن تتم عن طريق الولادة القيصرية.

مرض سكر الحمل لا يمكن أن يصيب النساء تحت سن الـ 25، كما أن الحوامل اللاتي يتمتعن بوزن طبيعي قبل الحمل، ولا يحملن أي إستعداد وراثي للإصابة بمرض سكر الحمل، غير معرضات نهائيا للإصابة بهذا المرض. وعلى الجانب الآخر فإن كل من الإصابة بالسمنة أو بمرض تكيس المبايض المتعدد أو حالة ما قبل السكري ترجح بشدة حدوث سكر الحمل وخاصة إذا كانت الحامل لديها إستعدادا وراثيا لهذا المرض. المريضات بحالة ما قبل السكري قد يبدأ ظهور أعراض سكر الحمل لديهن قبل الإسبوع الثاني والعشرين من الحمل. والسبب في ظهور الأعراض، وظهورها في هذا الوقت المبكر هو وجود زيادة وإرتفاع في جلوكوز الدم لدى الأم قبل الحمل، وتتفاقم هذه الزيادة في جلوكوز الدم بسبب الهورمونات التي تفرزها المشيمة مثل هورمون الإستروجين والكورتيزول، ومن المعروف أن هذه الهورمونات تقاوم وتحبط هورمون الانسولين.

يتركز علاج سكر الحمل في ثلاثة طرق أساسية هي تعديل النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية والعلاج بالإنسولين في الحالات الشديدة التي لا تستجيب لتعديل الغذاء وممارسة الرياضة. ويتجنب جميع الأطباء إنقاص وزن الحامل أو تناول الحامل لمخفضات جلوكوز الدم مثل الميتفورمين أو الجلايبورايد بسبب نقص الدراسات او الأبحاث التي تؤكد سلامة آثاراها على الجنين. يقوم الطبيب بوضع نظام غذائي يتناسب مع كل مريضة على حدة، كما أن الطبيب عليه تقرير مدى صلاحية ممارسة الرياضة بحيث لا تتتسبب في حدوث إجهاض، وغالبا ما ينصح الأطباء المريضات بممارسة المشي نصف ساعة يوميا مقسمة على ثلاث مرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق