الاثنين، 24 يناير 2011

هل الحمل يرفع السكر - مخاطر إرتفاع جلوكوز الدم أثناء الحمل



يمكن للأم الحامل المصابة بسكر الحمل أو المصابة بمرض السكر قبل الحمل أن تتجنب جميع الأضرار الناتجة من إرتفاع السكر. الحامل المصابة بالنوع الأول أو الثاني من مرض السكر تحتاج عناية مضاعفة ومتابعة دقيقة من الطبيب خلال شهور الحمل المختلفة وذلك لأن الحمل يرفع السكر في جميع الحوامل حتى في غير المصابات بأي نوع من السكر.

هل الحمل يرفع السكر في جميع الحوامل بنفس القدر؟ للإجابة على هذا التساؤل يجب تحديد النسبة التي يرتفع بها جلوكوز الدم في سكر الحمل وغيره من أنواع السكري، فسكري الحمل يعتبر هو أكثر أنواع أمراض السكر رفعا لجلوكوز الدم حيث أنه يفاجئ الحامل في الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل، وهي بالطبع لم تكن تعالج هذا المرض مثل الحوامل الأخريات المصابات بالسكري من النوع الأول أو الثاني وهم أكثر حرصا، بسبب تلقيهم للعلاج قبل الحمل. فالمصابات بمرض السكري من النوع الأول معتادات على إبر الإنسولين وقياس الجلوكوز، ومريضات النوع الثاني يتناولن الكربوهيدرات بمقدار محدد ويمارسن الرياضة كوقاية من مضاعفات المرض، أما مريضات سكر الحمل فيقع عليهن عبء تعلم كيفية العلاج وتلقيه سريعا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

سكر الحمل له مخاطر متعددة على الأم والجنين يجب علاجها سريعا حيث أن إهمال هذا المرض خلال الحمل وبعد الولادة يؤدي لتعريض الأم للنوع الثاني من السكري. وعلى مريضات النوع الثاني من السكري المقبلات على الحمل إستشارة الطبيب ليعرف مدى إستعداد المريضة للحمل ويقوم بإستبدال العلاجات المخفضة للجلوكوز مثل الميتفورمين والجلايبورايد بإبر الإنسولين وهي الأكثر أمانا على الجنين، حيث أن الحمل يرفع السكر بشكل كبير خلال الثلث الأخير من الحمل.

لا يسبب سكر الحمل تشوهات خلقية في الجنين لأنه يظهر في أغلب الحالات بعد الشهر السادس، أما الحوامل المصابات بالنوع الأول أو الثاني من السكري فيندر أن تحدث هذه التشوهات في حملهن بسبب خبرتهن الطويلة في الحفاظ على مستويات جلوكوز طبيعية قبل حدوث الحمل، ولكن الحرص الشديد والمبالغ فيه على خفض الجلوكوز قد يؤذي الأم والجنين. وتحدث التشوهات الخلقية في الأجنة في الأسبوع السابع من الحمل عند عدم علم الأم بحدوث الحمل وعدم إهتمامها بخفض جلوكوز الدم بالشكل المطلوب وهذا لا يحدث إلا في النوع الأول أوالثاني من السكري.

الحمل يرفع السكر في دم الحامل الخالية من جميع أنواع السكر، وذلك لأن نمو الجنين يستهلك طاقة كبيرة، ولا يمكن الحصول على هذه الطاقة إلا عن طريق منع جلوكوز الدم من دخول خلايا جسم الأم، وبالتالي فإنه يتوفر بشكل كافي ويصل للجنين عن طريق المشيمة ويساعد على نموه وإكتمال جميع أعضاؤه. والذي يحدث في سكر الحمل أن الأم كانت تعاني بالفعل قبل حملها من إرتفاع متوسط في جلوكوز الدم بسبب مقاومة جسمها للإنسولين ويؤدي الحمل لمضاعفة هذه المقاومة، فيتزايد حجم ووزن المولود نتيجة مضاعفة الجلوكوز الذي يتعرض له. وبجانب أن الجلوكوز الزائد يؤدي لعسر الولادة، فإنه يؤدي لإجهاد وإنهاك بنكرياس المولود وقد يصاب المولود بإنخفاض شديد في جلوكوز الدم بعد الولادة مباشرة لأن البنكرياس مازال يعمل فوق طاقته لخفض جلوكوز الدم وهذا يستدعي بدء الأم في إرضاع المولود سريعا لعلاج هذا الإنخفاض.

لأن سكر الحمل يرفع جلوكوز الدم والذي يغذي الجنين بما يزيد عن حاجته فإن وزنه قد يصل لأكثر من 4.5 كجم، وهذا الوزن الزائد يؤدي للولادة المبكرة. وهذه الولادة المبكرة تتطلب وضع المولود تحت أجهزة التنفس الصناعي لأن نقص النمو في الرئتين قد يسبب تعرض المولود لضيق التنفس. ولأن الحمل يرفع السكر بنسب غير ضارة في الحمل العادي، وبمستويات أعلى كثيرا وأشد ضررا كما يحدث في سكر الحمل، فيجب على الأم ممارسة الرياضة يوميا، وذلك لأن النشاط العضلي يقلل من مقاومة الإنسولين، ويحسن أداء الإنسولين عن طريق زيادة حساسية الخلايا له، نتيجة تدفق الدم بما يحمله من إنسولين بوفرة في العضلات أثناء أداء التمارين الرياضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق