الاثنين، 17 يناير 2011

اسباب سكر الحمل - وآثاره على الأم والجنين



يعتبر سكر الحمل أحد الأمراض التي تحدث أثناء الحمل وتصاب به حوالي عشرة بالمئة من الحوامل. وهذه النسبة تتزايد سنويا في مختلف دول العالم. وبعكس النوع الأول من السكري فإنه يمكن الوقاية من سكر الحمل وخاصة قبل حدوث الحمل، كما أنه يمكن علاجه بسهولة أثناء فترة الحمل. ولأن أعراض سكر الحمل هي أقل أعراض أنواع السكري المختلفة في الوضوح فإن أكثر الأطباء ينصحون جميع الحوامل بإجراء فحوصات وتحاليل حرصا على التأكد من خلو الحامل من هذا المرض. وأهم تحليل يجزم بحدوث الإصابة بالمرض هو إختبار تحمل الجلوكوز وقد يستغرق تجهيز هذا الإختبار ثلاثة أيام ثم يقام في اليوم الرابع.

اسباب سكر الحمل لم يتم معرفتها بشكل كامل حتى الآن، ولكن يعتقد أن الهورمونات التي تفرزها المشيمة أثناء الحمل مثل هورمون الإستروجين وهورمون الكورتيزول تقوم برفع جلوكوز الدم عن طريق مقاومة هورمون الانسولين ومنعه من القيام بوظائفه. ومقاومة الانسولين تؤدي في نهاية الأمر إلى حدوث ضعف في إستيعاب الجلوكوز داخل خلايا العضلات والخلايا الدهنية. وتوجد العديد من العوامل التي ترفع من إحتمال إصابة الحمل بسكر الحمل، وبعبارة أخرى تعتبر هي اسباب سكر الحمل، مثل وجود إرتفاع في جلوكوز الدم لدى الأم قبل حملها لا يرقى للإرتفاع الذي يمكن عنده تشخيص مرض السكري وتسمى هذه الحالة بما قبل السكري.

ومن اسباب سكر الحمل أيضا الأسباب الوراثية ويمكن ملاحظة ذلك عند وجود أقارب للحامل المصابة بسكري الحمل يعانون من مرض السكري من النوع الثاني أو من حالة ما قبل السكري، وجدير بالذكر أن حالة ما قبل السكري يصعب ملاحظة أعراضها. ومن اسباب سكر الحمل الأخرى حدوث الحمل بعد سن الـ 25 من العمر، حيث أن بعد هذا السن تحدث زيادة في الوزن ثم تتطور إلى سمنة وسمنة مفرطة، وزيادة الوزن تزيد إحتمال الإصابة بسكري الحمل للضعف، والسمنة لأربعة أضعاف أما السمنة المفرطة فهي تؤدي لرفع هذا الإحتمال لثمانية أضعاف. كما أن ولادة طفل ثقيل الوزن أو حدوث سكر الحمل أثناء حمل سابق يعتبران من أهم المحددات ومن أهم اسباب سكر الحمل.

تتعدد آثار ومخاطر سكر الحمل على الأم والجنين، وعلى ذلك فإن على الأم التي يثبت تشخيصها تمتلك فترة قصيرة يتم أثناؤها البدء في العلاج حتى لا يتعرض الجنين للمخاطر الناجمة عن إرتفاع جلوكوز الدم. ومن هذه المخاطر زيادة حجم ووزن المولود وفي مرات أخرى نادرة قد يولد الطفل بوزن أقل من وزنه الطبيعي. وزيادة وزن المولود لها أكثر كبير في رفع إحتمالات الولادة المبكرة، وفي هذه المرحلة المبكرة يولد الطفل بنقص في نمو الكبد فيصاب باليرقان وهو حالة مرضية تؤدي لإصفرار في الجلد والعيون بسبب عدم قدرة الكبد على التخلص من المواد الضارة الموجودة في الدم. وقد يؤدي إهمال علاج اسباب سكر الحمل إلى إنخفاض سكر الدم في المولود لبضعة ساعات بعد ولادته.

بعض اسباب سكر الحمل يمكن علاجها عن طريق خفض الوزن قبل الحمل، أو الحفاظ على معدل زيادة طبيعي وتدريجي في الوزن أثناء الحمل. وتكمن أهمية التخلص من الوزن الزائد بعد الولادة في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني، حيث أن نصف المصابات بسكر الحمل بالرغم من شفاؤهن من هذا المرض إلا أن إنهن يصبن بالنوع الثاني من السكري خلال 7 إلى 10 سنوات، أما المصابات بسكر الحمل ولا يعانين من زيادة الوزن أو السمنة فإحتمال الإصابة بالنوع الثاني من السكري تكون 27% خلال 16 سنة.

يمكن القضاء على هذا المرض عن طريق مقاومة أحد اسباب سكر الحمل ألا وهو تناول غذاء غير متوازن، ويمكن القيام بذلك عن طريق إستشارة الطبيب الذي يضع نظام غذائي طبي مفصل، ويجب أن تمتنع الحامل طوال فترة حملها عن تناول الحلويات وجميع الأطعمة المضاف إليها السكر ويتم الإستعاضة عنها بالفواكه أو عصير الفواكه بدون إضافة السكر. ويتم حساب عدد السعرات الحرارية حسب الوزن والطول والعمر ومرحلة الحمل. وقد توصل العلماء مؤخرا إلى أن أحد أسباب سكر الحمل هو تناول المنتجات المصنعة من اللحوم الحمراء أو تناول اللحوم الحمراء والبطاطس المقلية والبيتزا، بينما تناول الخضروات الورقية واللحوم البيضاء مثل الدواجن والأسماك وخاصة المشوية منها تقلل من الآثار الضارة لسكر الحمل أو تعمل على الوقاية منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق