الثلاثاء، 18 يناير 2011

الوقاية من سكر الحمل - طرق لضمان نمو طبيعي للجنين.



تتزايد سنويا معدلات الإصابة بمرض سكر الحمل في جميع أنحاء العالم، وذلك بسبب إنتشار السمنة والنقص الكبير في الإعتماد على أنظمة غذائية صحية. ويمكن تعريف مرض سكر الحمل بإنه إرتفاع في مستوى جلوكوز الدم خلال فترة الحمل. ولحسن الحظ توجد العديد من طرق الوقاية من سكر الحمل والتي تحول دون التعرض لآثار هذا المرض الضارة. ولا يحدث سكر الحمل نتيجة نقص الإنسولين ولكنه يحدث نتيجة مقاومة خلايا الجسم لهذا الهورمون. تعتبر النساء اللاتي أصبن بهذا المرض في حمل سابق هن الأكثر إهتماما بمعرفة كيفية الوقاية من سكر الحمل لأن هذا المرض يتكرر وتزداد شدته وخطورته بتكرر الحمل والولادة.

يحدث سكر الحمل كثيرا في العائلات التي ينتشر فيها مرض السكري من النوع الثاني، وعلى هذا فإن الحامل المصابة بسكر الحمل تشهد مضاعفات هذا المرض على أقربائها، وهذا يدفعها للحرص على العلاج والوقاية من سكر الحمل في أسرع وقت ممكن مما يجنبها التعرض للسكري من النوع الثاني بعد عدة سنوات. وتكون الوقاية من سكر الحمل أشد تأثيرا إذا بدأت قبل الحمل بعدة أشهر حيث يسهل في هذا الوقت خفض الوزن وممارسة الرياضات العنيفة وإتباع حمية غذائية تذيب دهون الجسم المتراكمة والتي تشكل مانعا يعيق هورمون الانسولين بالقيام بوظائفه العديدة وأهمها خفض جلوكوز الدم. وكل ما سبق لا يعني أن الوقاية من الآثار الضارة لسكر الحمل غير ممكنة أثناء الحمل عن طريق ممارسة الرياضات الخفيفة وإتباع حمية أو نظام غذائي لا يسبب زيادات مفرطة في وزن الجسم الحامل.

الوقاية من سكر الحمل تكون شيئا ضروريا بالأخص لبعض الفئات، فالنساء المريضات بالسمنة المفرطة أو بالسمنة أو ذوات الوزن الزائد يكون إحتمال إصابتهن بسكري الحمل أعلى بكثير من ذوات الوزن الطبيعي، كما أن العائلات المنتشر فيها مرض السكري أو حالة ما قبل السكري هي العائلات الأكثر تعرضا لسكر الحمل. وهذا المرض ينتشر بين النساء ذوات البشرة السمراء ولذا يندر حدوثه في دول أوروبا، وعلى العكس من ذلك فإن الوقاية من سكر الحمل غير ضرورية بالمرة للنساء الأقل عمرا من الخامسة والعشرين لأن سكر الحمل قبل هذا السن لا يحدث إلا في حالات شديدة الندرة.

الطريقة الأكثر نجاحا وتأثيرا في الوقاية من هذا المرض هي خفض الوزن بشكل تدريجي مع الحفاظ على هذا الوزن السليم قبل الحمل ويسهل ذلك كثيرا بإتباع نظام غذائي محدود في السعرات الحرارية بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، ولكن كل ما سبق لا يغني عن أن الحامل أثناء شهور الحمل يجب أن تكتسب زيادات متدرجة ولا تتجاوز الحدود المسموح بها بالزيادة أو بالنقصان لضمان نمو طبيعي للجنين. ويرتبط الوزن الطبيعي للجسم سواء قبل الحمل أو أثناؤه بطول القامة ومراحل الحمل المختلفة ونسبة وزن الدهون إلى وزن عضلات الجسم.

مع تعدد مرات الحمل والولادة وخاصة في الأعمار الكبيرة فإن الكثير من الحوامل يحتجزن في أجسامهن الكثير من الدهون، ويصعب كثيرا التخلص من هذا الوزن الزائد خلال العام الأول بعد الولادة، وذلك بسبب الإنشغال بالإرضاع ورعاية المولود. وبالرغم من ذلك فإن هذه المرحلة تعتبر مرحلة هامة يمكن من خلالها إنقاص الوزن وتغيير العادات الغذائية السيئة التي تؤدي لتكرار الإصابة بسكري الحمل في الحمل التالي أو تؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني خلال بضعة سنوات.

لا يعني تغيير العادات الغذائية الإمتناع نهائيا عن تناول الطعام الذي تفضله المريضة، ولكن يجب التقليل بقدر المستطاع من الأطعمة التي تساعد على حدوث سكري الحمل مثل اللحوم الحمراء وخاصة المصنعة منها بالإضافة إلى الوجبات السريعة، ويجب الإكثار من تناول الفاكهة الطازجة والخضروات وكميات متوازنة من الدواجن والأسماك مع الحذر من تناول التونة والماكريل وغيرها من الأسماك الدهنية. والرياضات الخفيفة مثل المشي يمكن ممارستها أثناء الحمل وبعد الولادة لمدة نصف ساعة يوميا في أغلب أيام الأسبوع، وقد ثبت أن الرياضة تعيد الإتزان إلى هورمونات الجسم وتساعد على القضاء على مقاومة الجسم للإنسولين مما يؤدي للوقاية من سكري الحمل والنوع الثاني من السكري.

لممارسة الرياضة العديد من الآثار الإيجابية على جسم الحامل حيث أن الرياضة تزيد من حجم عضلات الجسم بالإضافة إلى إذابة الدهون التي تعيق وصول الإنسولين للعضلات بشكل كافي، كما أن سرعة جريان الدم في الأوعية الدموية تضاعف من قدرة الإنسولين على إدخال الجلوكوز من الدم إلى عضلات الساقين والذراعين وبكفاءة عالية، ويستمر تأثير الرياضة المخفض لجلوكوز الدم بعد ممارستها لأكثر من 48 ساعة، ويمكن الوقاية من سكري الحمل بشكل كامل إذا مارست السيدة المقبلة على الحمل الرياضة لمدة 7 اشهر قبل حملها.وبهذه الطريقة يمكن الإستغناء عن الحاجة لتعاطي الميتفورمين أو الجلايبورايد وهي أدوية قد يكون لها أثر ضار على الجنين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق