الخميس، 20 يناير 2011

ماهي اسباب سكر الحمل



توجد ثلاثة أنواع من مرض السكر، النوع الأول والنوع الثاني بالإضافة لسكر الحمل، اسباب سكر الحمل والنوع الثاني من السكري تكاد تتطابق وأكثرها أهمية هما الأسباب الوراثي وزيادة الوزن. ويحدث إرتفاع جلوكوز الدم في هذين النوعين بسبب وجود مقاومة للإنسولين، ولكن سكر الحمل يختلف عن النوع الثاني في أنه حالة مؤقتة يتم الشفاء منها ذاتيا وسريعا بعد الولادة.

ماهي اسباب سكر الحمل الوراثية التي تؤدي لحدوث هذا المرض؟ توصل العلماء للعديد من الجينات أو الصفات الوراثية التي تسبب هذا المرض وقد وجد أن نفس هذا الصفات الوراثية موجودة في مرضى النوع الثاني من السكري، وهذا يفسر ظهور سكر الحمل في الحامل التي لها أقارب وخاصة أقارب الدرجة الأولى مصابين بالسكري من النوع الثاني أو حالة ما قبل السكري، ويتم توريث هذا المرض من الأم لإبنتها حيث أن بجانب نقل الصفات الوراثية فإن تعرض الجنين للمستويات الضارة من جلوكوز الدم أثناء الحمل يمثل سببا بيئيا يفاقم من تأثير وظهور العوامل الوراثية.

ماهي اسباب سكر الحمل وكيف يحدث: سكر الحمل مرض مؤقت وفي حوالي 80% يبدأ هذا المرض في الظهور في نهاية الشهر الخامس من الحمل، كما أن كل الحوامل الغير مصابات بهذا المرض يحدث لهن في شهور الحمل الأخيرة إرتفاع يصل في بعض الأحيان إلى 130 مليجرام لكل ديسيلتر وذلك بعد تناول الطعام بعدة ساعات وهذا الإرتفاع في جلوكوز الدم لا يضر الجنين ولكنه يقترب من الحد الأقصى من جلوكوز الدم الذي عند تجاوزه يتعرض الجنين لمخاطر عديدة. وهذا الإرتفاع في الجلوكوز ينتج من هورمونات الكورتيزول وغيرها من هورمونات المشيمة والتي ترفع من الجلوكوز اللازم لتوفير الطاقة والإحتياجات المتزايدة منها للجنين، أما في سكر الحمل فيكون جلوكوز الدم مرتفعا بالفعل قبل الحمل وتقوم المشيمة بالإضافة إلى ذلك في رفع هذا الجلوكوز بما يؤدي لأضرار جسيمة على نمو الجنين.

يستطيع البنكرياس في حالات الحمل العادية من مضاعفة إفرازه من الانسولين لكمية قد تصل لثلاثة أضعاف وبذلك يقوم بأثر عكسي لهورمونات المشيمة فيحدث إتزان في جلوكوز الدم، أما عند إصابة الأم بسكر الحمل فإن وجود أسباب سكر الحمل الوراثية تؤدي لحالة من مقاومة الإنسولين حيث تتسم هذا الحالة بضعف قدرة الخلايا العضلية على إستقبال وإستيعاب جلوكوز الدم، كما أن وجود الخلايا الدهنية وتضخمها في حالة زيادة الوزن أو الإصابة بالسمنة تؤدي للمزيد من مقاومة الإنسولين، ولهذا السبب فإن مقاومة للإنسولين الموجودة فعلا قبل الحمل، بالإضافة لهورمونات المشيمة أثناء الحمل يشكلان عبئا مزدوجا على البنكرياس وما يفرزه من الانسولين ويسببان الإرتفاع الشديد والضار لجلوكوز دم الأم على الجنين.

حدوث الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين مع وجود اسباب وراثية، يضاعف ويفاقم من من إحتمال الإصابة بسكر الحمل، لأن أكثر اسباب سكر الحمل وضوحا هو تأخر سن الحمل بعد سن الرابعة والعشرين، مع وجود الأسباب الوراثية في الحامل. زيادة الوزن أو الإصابة بالسمنة أو السمنة المفرطة تؤدي لتضاعف إحتمال الإصابة بالمرض للضعفين ولأربعة أضعاف ولثمانية أضعاف على الترتيب. كما ان إصابة الأم بضغط الدم العالي قبل الحمل وأثناءه، أو بإرتفاع كبير في كوليسترول الدم من النوع الضار يؤثران على نمو الجنين سلبيا كما يؤثر جلوكوز الدم المرتفع عليه.

يجب الحذر الشديد والوقاية من اسباب سكر الحمل. لأن لأضرار هذا المرض تأثير طويل المفعول يستمر لبضعة سنوات بعد الولادة خاصة على المولود، ويمكن إيجاز ذلك في أن جلوكوز الدم المرتفع خلال الشهور الأخيرة الحاسمة من الحمل يمثل عبئا شديد الوطأة على بنكرياس الجنين الذي يكون في مراحل نموه الأولى، وذلك لأن بنكرياس الجنين يحاول مقاومة الجلوكوز المرتفع القادم إليه من دم الأم عبر المشيمة عن طريق زيادة إفراز الإنسولين. وبالإضافة لذلك فإن الطفل خلال السنين الأولى من عمره يتعرض لأنظمة غذائية ضارة محتوية على كميات مضاعفة من السعرات الحرارية تسهل إصابته بالسمنة وفي أحيان كثيرة تؤدي لإصابته بالسكري من النوع الثاني أو حالة ما قبل السكري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق