الخميس، 20 يناير 2011

أعراض سكر الحمل - كيف يمكن علاج سكري الحمل أثناء وبعد الحمل؟



على العكس من أعراض النوع الأول والثاني من مرض السكر، فإن أعراض سكر الحمل لا يمكن أن تشعر بها الحامل ويصعب على الطبيب ملاحظتها بغير إجراء إختبار تحمل الجلوكوز. ويرجع السبب في عدم ملاحظة أعراض سكر الحمل أنها تتشابه وتتداخل مع علامات وأعراض الحمل العادية، مثل الشعور بالظمأ الشديد، والجوع مع كثرة التبول وزيادة الوزن.

يمثل إرتفاع جلوكوز الدم أثناء الحمل السبب الاساسي في حدوث أعراض سكر الحمل. ولا يمكن نهائيا معرفة مدى إرتفاع أو إنخفاض جلوكوز الدم بدون قياس سكر الدم بإستمرار، وبما أن جلوكوز الدم الطبيعي ينخفض لـ 90 مليجرام/ ديسيلتر أثناء الصيام ثم يرتفع ليصل إلى 175 مليجرام/ ديسيلتر بعد مرور ساعة من تناول الطعام، فيجب على الحامل أن تقوم بقياس جلوكوز الدم يوميا بعد تناول الطعام بمقياس الجلوكوز المنزلي وتتأكد أن كمية الكربوهيدرات التي تتناولها لا تسبب زيادة كبيرة في جلوكوز الدم تضر الجنين.

لا تظهر أعراض سكر الحمل نهائيا في الحوامل الغير مصابات بمرض سكر الحمل، وهذا بالرغم من أن جميع النساء الحوامل يحدث لديهن إرتفاع محدود في سكر الدم ولفترة مؤقتة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، والسبب في هذا الإرتفاع هو أن المشيمة تفرز هورمونات تقلل من إمتصاص خلايا جسم الأم للجلوكوز، وبذلك فإن هذا الجلوكوز يتوفر بالقدر الكافي مما يمنح الجنين ما يكفيه من الطاقة اللازمة للنمو، والذي يؤدي لحدوث المرض أن جلوكوز الدم يكون مرتفعا بالفعل قبل الحمل بشكل غير ملحوظ ومع تكون المشيمة داخل الرحم وزيادة نشاطها بإفراز الهورمونات التي ترفع جلوكوز الدم يصل مستوى سكر الدم لنسب عالية من الممكن أن تتسبب في ظهور بعض أعراض سكر الحمل.

قد تظهر أعراض سكر الحمل في الثلث الأول من الحمل وذلك فيما لايزيد عن ربع المصابات بالمرض ويحدث ذلك في الحالات الشديدة والتي في النهاية تتطلب العلاج بالإنسولين، ومن الممكن تفسير هذا الوضع بإن المريضة قبل الحمل كانت تعاني من مقاومة الإنسولين، وبعبارة أخرى تعاني من ضعف في إستيعاب خلايا الجسم لجلوكوز الدم، وتسمى هذه الحالة بحالة ما قبل السكري، وتحدث مقاومة الانسولين لأسباب وراثية ولأسباب أخرى متعددة أهمها تراكم الدهون في الجسم أو الإصابة بالسمنة، وعلى ذلك فإن سكر الحمل يمثل زيادة جديدة في جلوكوز الدم المرتفع فعليا قبل الحمل.

أعراض سكر الحمل لا يمكن الإعتماد عليها في معرفة مدى القابلية لحدوث المرض، ولكن هناك الكثير من العوامل التي تعتبر سابقة لحدوث سكر الحمل، أهمها سن الحامل، ويعتبر الحمل قبل سن الـ25 هو دليل على خلو الحامل من هذا المرض، كما أن زيادة الوزن تعتبر عاملا مهيئا لإصابة الحامل بهذا المرض وتتزايد إحتمالات الإصابة مع تزايد الوزن بإطراد، كما أن بعض الدول يندر حدوث هذا المرض بها مثل الدول الأوربية، وتعاني أغلب الدول العربية وخاصة دول الخليج من إنتشار هذا المرض بشكل واسع ومتزايد.

طرق علاج سكر الحمل تختلف بإختلاف مراحل الحمل كما أنها تختلف سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة، وذلك لأن علاج سكر الحمل بإنقاص الوزن مستحيل خلال الحمل، ولكنه ممكن ويستحسن القيام به بعد الولادة لأن التخلص من دهون الجسم الزائدة تفسح المجال للإنسولين ليعمل بكفاءة في خفض جلوكوز الدم مما يقضي على مقاومة الجسم للإنسولين، والتي إن إستمرت بعد الولادة تؤدي لتكرار الإصابة بسكر الحمل في الحمل التالي، وقد تؤدي أيضا لإصابة الأم خلال بضعة سنوات بالنوع الثاني من مرض السكر. يعتمد إنقاص الوزن على الإلتزام بنظام غذائي صارم، ويقوم بوضع هذا النظام متخصص في التغذية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق