الاثنين، 17 يناير 2011

سكر الحمل في الشهور الاولى - سبب إرتفاع مستوى جلوكوز الدم



يعتبر مرضى السكري هم أكثر الأفراد إحتياجا لقياس مستوى جلوكوز الدم والحفاظ على هذا المستوى منخفضا وفي الحدود الآمنة، ولكن هذا لايقتصر فقط على مرضى السكر، فجميع الحوامل ينبغي عليهن الحذر من إرتفاع جلوكوز الدم أثناء شهور الحمل المختلفة وخاصة بعد بداية الشهر السادس من الحمل. للوقاية من سكر الحمل، يعتبر الحمل مرحلة دقيقة في حياة المرأة، وهذه المرحلة تتطلب من الحامل التأكد والحرص على بقاء مستوى جلوكوز الدم في المستوى الطبيعي بعيدا عن الإرتفاع الشديد من ناحية أو الإنخفاض من ناحية أخرى واللذان يؤديان لأضرار خطيرة على الجنين. ويعتبر سكري الحمل هو أحد أنواع مرض السكر والذي يحدث في 5% إلى 15% في الحوامل، وأثبتت آخر الدراسات حول سكر الحمل أن مستويات جلوكوز الدم الحالية التي يشخص عندها المرض لا تعبر بشكل جيد عن المستوى الذي يمنع حدوث مضاعفات للأم والجنين.

سكر الحمل في الشهور الاولى لاتكون له أية أعراض واضحة أو محسوسة. ولكنه في الأغلبية العظمى من الحالات يبدأ في الظهور في نهاية الشهر الخامس أو بداية الشهر السادس وفي قليل جدا من الحالات يظهر سكري الحمل في الشهور الأولى ويمكن تفسير ذلك بأن الحامل كانت تعاني بالفعل قبل حملها من إرتفاع جلوكوز الدم وقد فاقم الحمل من هذا الإرتفاع. ويعتبر وجود أقارب أو أقارب من الدرجة الأولى للحامل مصابين بالنوع الثاني من السكري هو عامل هام يرجح حدوث سكر الحمل ولكن أكثر من نصف المريضات بسكري الحمل لا يتوافر لديهن هذا العامل.

أسباب سكر الحمل لم يتأكد العلماء والباحثين منها، ولكن الأسباب التي يدور حولها البحث هي أسباب ذات علاقة وثيقة بإرتفاع نسب بعض الهورمونات أثناء مراحل الحمل المختلفة وخاصة عند بداية الثلث الأخير من الحمل، وهذه التغيرات الهورمونية تحدث بشكل طبيعي في الحوامل الغير مصابات بسكري الحمل، ولكنها لا ترفع جلوكوز الدم بالشكل الكبير الذي يحدث لدى المصابات بسكر الحمل. وهذه الهورمونات تفرزها المشيمة وهي عبارة عن نسيج يغذي الجنين. وتؤدي هورمونات المشيمة إلى مقاومة هورمون الإنسولين لتمنعه من خفض جلوكوز الدم ومن ثم يتوافر هذا الجلوكوز اللازم لنمو الجنين، وترتفع نسب هذه الهورمونات بشكل كبير في الشهور الأخيرة من الحمل. وهذه الهورمونات تؤدي لمقاومة الانسولين مما يجعل البنكرياس يفرز المزيد منه كرد فعل معاكس ولكن بدون أي تأثير كبير على خفض مستوى جلوكوز الدم.

الآثار الضارة لسكر الحمل متعددة نظرا لأنها لا يقتصر تأثيرها على الأم فحسب بل تؤدي لمخاطر عدة على الجنين أيضا. ومن هذه الأضرار تكرر الإصابة بسكري الحمل في الحمل التالي وتزداد مخاطر المرض بتزايد مرات الحمل نظرا للتراكم المتزايد للدهون في جسم الأم بعد كل ولادة. كما أن سكري الحمل يتحول في غضون 10 سنوات إلى النوع الثاني من السكري إن لم يتم تخفيض الوزن وممارسة الرياضة خلال هذه الفترة. وعلى ذلك فإن سكر الحمل يعتبر هو الإنذار الأهم الذي ينبه الأم بعد الولادة لكي تلتزم بنظام غذائي سليم يعمل على وقايتها من السكري من النوع الثاني.

بالرغم من أن سكر الحمل يختفي بعد بضع ساعات من الولادة إلا أن علاجه يمنع حدوث أية مخاطر على الجنين أثناء نموه أو أثناء ولادته، لأن إهمال علاج سكري الحمل وإهمال خفض جلوكوز الدم يؤدي لمرور هذا الجلوكوز الزائد عبر المشيمة لجسم الجنين. وهذا الجلوكوز الزائد يتحول إلى دهون تغطي جسم الجنين وتؤدي في الحالات الشديدة إلى إتساع محيط الأكتاف مما يجعل الولادة الطبيعية من خلال قناة الولادة أمر شديد الخطورة على الأم والجنين. وكرد فعل على زيادة جلوكوز الدم في جسم الجنين يقوم البنكرياس الخاص به بإفراز إنسولين بكميات زائدة. وهذا الإنسولين بعد الولادة مباشرة قد يصيب المولود بإنخفاض خطير في سكر الدم لذا يجب على الأم إرضاعه سريعا بعد الولادة بلحظات.

ولتجنب المخاطر السابقة قد يلجأ الطبيب عند التأكد من كبر حجم الجنين إلى الولادة المبكرة، وذلك قبل إكتمال تكوين رئتي المولود وهذا بالطبع يؤدي لحدوث قصور تنفسي في المولود. وبسبب تعرض الجنين للجلوكوز العالي قد يؤدي ذلك إلى تعرضه لأمراض متعددة مثل السمنة أثناء فترة الطفولة وقد يصاب أيضا بالنوع الثاني من السكري، ولكن هذه الأمراض لا تظهر إلا مع وجود نظام غذائي خاطئ.

علاج سكري الحمل يجب أن يبدأ كوقاية من سكر الحمل في الشهور الأولى، لذا يجب القيام بإجراء إختبار تحمل الجلوكوز قبل أو خلال الأسبوع الـ 26، وقبل ذلك يجب الإلتزام بنظام غذائي يضعه الطبيب المختص يضمن زيادة معتدلة في وزن الأم خلال شهور الحمل مع ضمان حصول الجنين على كل العناصر الغذائية اللازمة لنموه بشكل طبيعي ووصوله لوزن لا يجعل الولادة الطبيعية أمرا صعبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق